Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

سلاح الرأي..

A A
يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه الحق المر:

[رأيت أحدهم ينظر إلى الشارع مكفهر الوجه، فقلت له مازحاً: ما أغضبك؟

فقال: رؤوس الرجال عارية وكذلك وجوه النساء وأيديهن، والواجب تغطية هذا كله، قفاز في يد المرأة، ونقاب على وجهها، وقلنسوة أو عمامة على رأس الرجل، وبذلك يصير المجتمع إسلامياً، واسترسل يقول: إنه في الإحرام بالحج والعمرة، لا غطاء على الرأس، ولا نقاب على الوجه، ولا قفاز في اليد، فإذا انتهت المناسك تغيرت الأوضاع.

ولم أرد أن أجادل هذا المسكين، وحسبته يعبر عن فكر عامي، يلتزمه بعض المتطرفين، يحسبونه ديناً وما هو بدين، حتى قرأت لعالم كبير فتوى بأن ستر اليد داخل قفاز من تمام الحجاب!]

***

مثل هذه النظرة المتشددة للدين التي لا تستند إلى عقل ولا منطق، بل إلى فكر ضيق يأخذ به أصحابه يُضيقون فيه على أنفسهم والمسلمين جميعاً، هو ما حجب الفكر الإنساني الرحب عن الشباب المسلم، وأقفل المجتمعات الإسلامية على نفسها فتحول أصحاب هذا الفكر مع الوقت إلى قنابل شديدة الانفجار في عقول بعض النشء، جعل عقول كثير منهم تتوقف عن التفكير فيما وراء ما يسمعونه من مثل هؤلاء الدعاة.

***

هذا النمط الأحادي من التفكير الذي لا يسمح لفكر آخر أن يظهر في المجتمع سميته «سلاح الرأي الشامل»، ورأيت أنه أكثر خطراً من أسلحة الدمار الشامل لأن ضحاياه أكثر، فبينما تقتل الرصاصة فرداً واحداً، والقنبلة عشرات الأفراد، والسلاح النووي مئات الآلاف فإن سلاح الرأي الشامل يقتل مجتمعات كاملة حين يسلب أفرادها من أهم ما خلقه الله في الإنسان .. وهو العقل.

#نافذة:

[لماذا نضيع الإسلام بفقه مذهبي ضيق .. الأفضل أن نوسع الفقه.] محمد الغزالي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store