Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

الوجود التركي في قطر!

A A
في مأدبة إفطار مساء الجمعة الماضية، وبعد أن وقع على قرار البرلمان التركي بالمصادقة على اتفاقيتي أمن وتعاون بين الجمهورية التركية ودولة قطر ،طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برفع الحصار عن قطر قائلاً : «إنه ينبغي رفع الحصار تماماً».. لا بل زاد وأكد: «هناك من يشعرون بعدم ارتياح تجاه وقوفنا إلى جانب إخواننا القطريين وتزويدهم بالغذاء، عفواً، سنواصل تقديم كل أشكال الدعم لقطر».

وفي جانب آخر نفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بعد لقائه وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن يكون وجود قوات عسكرية تركية في قطر موجهاً ضد أحد أو لصالح طرف دون آخر وذلك بقوله صراحة: «إن القاعدة العسكرية في قطر هدفها حماية أمن الخليج وليس بلداً بعينه».

كلا الحديثين، الرئيس والوزير، يحملان من التناقض وضبابية الرؤية الكثير ،فأردوغان وبكل وضوح يقول إن حكومته ستدعم قطر بكل أشكال الدعم ،وهذا يعني العسكري كما السياسي كما غيره ،وهكذا دعم ليس له من وصف سوى «التحالف الوثيق» بما يعني اتخاذ تركيا وحكومة العدالة والتنمية موقفاً غير محايد في الخلاف بين قطر والمملكة العربية السعودية وشقيقاتها العربية الأخرى.

كما أن حديث وزير الخارجية التركي بقدر ضبابيته بقدر تناقضه ،فكيف يمكن وفي هذا الوقت تحديداً ومباشرة بعد إعلان المملكة وشقيقاتها دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين قطع كافة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وغيرها مع قطر، أن يكون وجود قوات أجنبية (تركية) في دولة خليجية تبعد عن الأراضي التركية آلاف الكيلو مترات لحماية أمن الخليج. وأي أمن هذا ؟!.

والسؤال لمعالي وزير خارجية تركيا .. إن كان وجود القوات التركية في قطر لحماية أمن الخليج وليس لحماية نظام آل ثاني، فمن مَن؟ أي من أين يأتي التهديد لأمن الخليج، ونحن نعرف أن العدو الأكبر لدول الخليج العربي العربية هو إيران لكننا والحقائق والشواهد والبراهين بدأت تتضح فإن قطع المملكة وشقيقاتها لعلاقاتها مع قطر لأن حكومة قطر تحولت إلى مصدر خطر كبير على وجود هذه الدول بدعمها للإرهاب وللجماعات الإرهابية كما هو حال الإخوان، وما قاموا به في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، وكذلك دعم قطر لجماعات إرهابية على أرض مملكة البحرين بهدف زعزعة أمن البحرين وتغيير نظام الحكم فيها!؟.

وإقدام حكومة أردوغان وفي هذا التوقيت تحديداً على إرسال قوات عسكرية تركية إلى قطر إنما هو قرار خاطئ ويفتح الأبواب أمام تداعيات سلبياتها ستنال تركيا أكثر من غيرها خاصة وأنها، أي تركيا، في وجه العاصفة مع الأوروبيين ولو طبق العرب ما يطالبهم به بعض رجال الأعمال كما دعا رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس «إلى مقاطعة المنتجات التركية» وتغيير وجهاتهم السياحية من تركيا إلى دول أخرى فسيؤثر ذلك كثيراً على الاقتصاد التركي الذي شهد تباطؤاً ليس بالبسيط في العامين الماضيين وحينها لن يفيد تركيا ولا حكومة العدالة والتنمية الاصطفاف إلى جانب طرف خاسر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store