Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

المهنية المفقودة للجزيرة

A A
لا نستغرب الآلة الإعلامية لقناة الجزيرة المُضلِلة للحقائق في معالجة الأحداث الآنيِّة؛ حيث ترعد وتزبد بكل ما تملكه من أكاذيب وتلفيق مُستهَدِفةً وطناً جُبِل على العطاء الفطري وتحمَّل الهنَّة تلو الهنَّة من الأشقاء ومع هذا تجده يتجاوز ويسمح ،لعل وعسى أن يعي المُستَهدِف سياسة الحُلم وأن السكوت ليس ضعفاً بقدر ما هو تغليب للمصالح العليا للأمة التي قُفِزَ عليها برعونة غير مسئولة وخُطوات غير محسوبة، فما دام أن رؤية أولئك لا تتجاوز أرنبة أنوفهم فإن الألسنة الحِداد والفجور في الخصومة ستكون هي القاسم المُشترك للتعاطي، في محاولة بائسة للفت نظر العالم عن السلوكيات الخفيِّة التي تكشَّفت تداعياتها وكان لابد من وقفة تأديبية لنظام أبى أن يلتزم حدوده المنطقية في التعامل مع الشئون الداخلية لأشقائه واستكبرعلى كل المعاهدات النقلية وضرب بها عرض الحائط لإثبات وجوده الوهمي في حضور الثقل السعودي.
لقد مارس النظام القطري منذ أن هندس حمد بن جاسم بن جبر السياسة الخارجية له حيث تمحورت على الإثارة مُستخدمة في تسويق ذلك قناة الجزيرة الفضائية التي وجَّهت سهام سُمِّها الزُّعاف نحو أرض الجزيرة بالتحديد، حيث تلبَّست في البداية بأخلاقيات المهنة وأبطنت الحقد الدفين ورفعت شعار الرأي والرأي الآخر في تمويه لكسب المشاهد العربي الذي سئم من التقليدية في تمرير الأخبار ووجدت ضالتها في إشباع نهم الشارع بباقة من النشرات الإخبارية ومجموعة من البرامج الوثائقية بعد تهذيبها لتتواءم مع السياسة غير المُعلنة لقطر وتُعزز دس السُم في العسل لتحقيق أهدافهم الموبوءة؛ وما أن وقعت «سَقطة تميم» حيث كانت القشة التي قصمت ظهر البعير إلاّ وكشَّرت الجزيرة عن أنيابها وتبدل ثوبها المهني بآخر انحيازي، وليته للحق بل لدعم سياسة خرقاء أدخلت مجلس التعاون الخليجي في نفق مظلم بعد أن كان يأمل أهله في الاتحاد. لذا فإن الممارسات الرخيصة التي تنتهجها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها ستدفع ثمن التخطيط لها وبالاً عليها وعاراً يلاحق تاريخها الملوَّث بكل إسقاطاته غير المهنية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store