Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

إرهابيات الغرابيب !!

A A
* رغم دخولها لعوالم داعش من بوابة المرأة، ورغم محاولاتها للتعمق في الجوانب النفسية لنساء التنظيم الوحشي، وهذا ما يشير إليه اسم المسلسل (غرابيب سود)، إلا أن الكاتبة (لين فارس) لم تنجح في الإمساك بهذا الخط المهم حتى النهاية، حيث يبدو أنها تاهت في التفاصيل المرعبة لشوارع داعش الخلفية، وما يحدث فيها من إثارة دموية، لدرجة أنها تناست الإجابة على السؤال الكبير الذي أعتقد أنها كتبت المسلسل من أجله وهو: لماذا وكيف تنضم النساء للتنظيمات الارهابية؟! ومَن يدفعهن لهذا العالم المرعب؟.

* استغراق الكاتبة في قضايا الحافز الجنسي، ساهم كثيرًا في ابتعادها عن الإجابة المهمة، فالجنس بالتأكيد ليس سببًا مهمًا ولا رئيسًا، رغم عدم إنكارنا لوجوده، وقد فات على الكاتبة البدء بتقسيم نساء داعش إلى قسمين رئيسين كما هو الحال في الواقع: نساء داعمات ومساهمات في العمل الارهابي بإرادتهن وعن قناعة كاملة، وهن مربط الفرس، وأخريات مشاركات فقط، تم توريطهن من قبل أزواج أو أبناء أو أقارب، وهؤلاء في الغالب من يتم استعبادهن واستغلالهن تحت دعاوي الفوز بالجنة ورضا الله، أما المبالغة في تصوير انضمام النساء وكأنه مغامرة جنسية أو رومانسية، وزفهن «كعرائس مجاهدات» و»منح إلهية»، كما فعل المسلسل، فإن فيه الكثير من السذاجة حتى لا أقول الخديعة!.

* تصوير المرأة الإرهابية كضحية مُستغلة ومغلوبة على أمرها، أمر خطير!.. فمكائن تفريخ الإرهاب ليست حكرًا على الرجال وحدهم، وهم سواء أمام القانون.. وحتى لو كانت النسبة الأعظم من نساء داعش الجاهلات تم توريطهن كما قلنا، فإنه لا يمكن تجاهل (منظّرات) التنظيم اللائي ساهمن في تجنيد الشباب بعد أن انحزن للإرهاب بكامل إرادتهن، طمعًا في أن تمنحهن فكرة القتال إحساسًا أكبر بالقوة والاستقلالية والتمكين.. وفرصة للعيش في مجتمع يسوده الفكر المتشدد الذي يلتزمن به.

* الإرهاب ملة واحدة.. ودور بعض الإرهابيات في إذكاء نيران الإرهاب بإلقاء المزيد من الحطب (الشاب) القابل للاشتعال، لا يقل خطرًا عن دور نظرائهن من الرجال وهو الدور الذي يجب تتبّعه وعدم تهوينه أو التقليل من أثره.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store