Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

محمد بن سلمان.. قرارٌ صائب لهيئة البيعة

A A
هي خطوة موفقة لاشك التي اتخذها الملك سلمان بن عبدالعزيز-وباركتها هيئة البيعة بأغلبية عظمى- باختياره -حفظه الله- الأمير محمد بن سلمان ليكون وليًّا للعهد، وبادرة رائعة من قِبَل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف أن يكون أول المبايعين لأخيه الأمير محمد بن سلمان، في لفتة تُعبِّر عن مدى الترابط الوثيق بين أفراد الأسرة الحاكمة، التي لا تنشد إلا ما هو أصلح لهذه البلاد، التي تميَّزت بالسلاسة في انتقال الحكم -وبكل رضا وقبول- خلال كل العهود التي مرَّت بها، منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-، الذي شيَّد هذا الصرح، وهيأ له الأبناء الحريصين على وحدة واستقرار هذه البلاد، والسير بها إلى الأفضل.

ويأتي تعيين الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد وفق اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بجيل الشباب الذي يتميز بالنظرة الشمولية، التي لها رؤى مختلفة وأبعاد دقيقة، ونظرة تواكب مجريات الأحداث التي يمر بها العالم، ولإعدادهم الإعداد الجيد لتبوء المناصب القيادية بما يخدم تطلعات الوطن والمواطن، ومن هنا كان قرار التعيين مبنيًّا على المنطق، ويُقدِّم المصلحة العامة على أي مصالح أخرى، فقد أثبت سمو الأمير محمد بن سلمان نجاحه خلال الفترة الماضية -كعادته- من خلال النجاحات التي حققها في أهم مجالين تعتمد الدول الناجحة عليهما، وهما الاقتصاد والسياسة، بالإضافة إلى نجاحه في كل المهام التي أوكلت إليه في الداخل والخارج.

حينما يظهر اسم الأمير محمد بن سلمان، تطل معه، بل ترافقه جملة: «رؤية ٢٠٣٠»، التي أطلقها بوصفها أكبر حدث اقتصادي واجتماعي، ووجهًا آخر من أوجه الإصلاح الاقتصادي في المملكة، حيث يسعى سموه إلى تخفيف اعتماد المملكة على إيرادات النفط في غضون ٤ سنوات، أي بحلول عام 2020، ويبدو أن الخطة تسير نحو النجاح، والدليل على ذلك ما أشار إليه صندوق النقد الدولي من أن الاقتصاد السعودي حقق خلال عام واحد تعديلات كبيرة لم تكن تخطر ببال أكثر المراقبين.

نحن أمام شاب يمتلك الكثير من صفات القيادة الناجحة، التي تؤهله إلى أن يترقَّى إلى ولاية العهد، فسموّه مُتحدِّث لبق، ومناور جيَّد ومتمكِّن، قادر على إقناع الخصوم بحججه العميقة الواضحة. وقد وصفته إحدى الصحف الغربية بـ»الإصلاحي الجديد»، داعية الدول الغربية إلى ضرورة دعمه ومؤازرته في تحقيق رؤيته، إضافة إلى أن خبراء دوليين أكدوا بأن المملكة -وفق تلك الرؤية- بصدد التحول إلى لاعب أساسي في أسواق المال الدولية، بعدما قررت إنشاء صندوقها السيادي الأكبر في العالم بقيمة تتجاوز ترليوني دولار. ومعروف أن خطوة سمو الأمير محمد بن سلمان بطرح ٥٪ من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام في السوق المحلية تعد أكبر اكتتاب في العالم.

نسأل الله أن يوفق سموّه لما يُحب ويرضى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store