Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

إنها السعودية الجديدة

A A
* لن ينسى التاريخ أبدًا تلك الصورة الرائعة، وذلك المشهد المعبِّر الذي بايع فيه ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، خلفه الأمير محمد بن سلمان. أهمية ذلك المشهد العفوي القصير والمفعم بالمعاني والدلالات الإيجابية، أنه جاء بعد دقائق قليلة من إذاعة الخبر، قاطعًا الطريق على كل الحاقدين ومروجي الإشاعات، والمشككين في قوة النظام السياسي لهذا البلد المبارك، معبرًا في الوقت نفسه وبطريقة أكثر بلاغة من ملايين الكلمات والجمل والمقالات عن السلاسة الكبيرة التي تمت بها عملية انتقال ولاية العهد، والتي تعوَّدنا عليها في السعودية، حتى أصبحت سلاسة انتقال السلطة جزءًا مألوفًا من موروثنا السياسي السعودي.

* ولمن لا يفهم لغة الصورة نقول: إن الاحترام الكبير والواضح، والأمنيات المليئة بالحُب والدعوات الصادقة بالتوفيق، حين يقول السلف: (حنا بنرتاح الحين، وأنت الله يعينك)، فيرد الخلف بكل احترام بعد تقبيل يده: (ما نستغني عن توجيهاتكم طال عمرك)، هي رسائل بالغة القوة والوضوح، للتأكيد على قوة واستقرار وثبات أركان مؤسسة الحكم في السعودية.

* إن اختيار الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد هو تأكيدٌ واضح لمنهج خادم الحرمين الشريفين في بناء (السعودية الجديدة) من خلال تغذية أركان ومفاصل الدولة بروح شبابية متوثبة وطموحة، وتمكين الشباب من الإمساك بمراكز صنع القرار في الدولة الشابة، ولعل جملة التعيينات الأخيرة للعديد من الشباب في المناصب العليا للوزارات وإمارات المناطق، هو تأكيد على هذا المنهج الملكي، السائر بقوة نحو بناء مملكة المستقبل، التي نأمل أن تواكب ظروف المرحلة ومتغيراتها المتسارعة والمتلاحقة.

* من أجل كل هذا، لم يكن غريبًا أن تشهد بيعة الأمير محمد بن سلمان بولاية العهد هذا القبول السريع والمكثف من قِبَل كل شرائح المجتمع على اختلافها، فبعد أن صوّتت هيئة البيعة لصالح الأمير محمد بن سلمان بأغلبية ساحقة لم تحدث في تاريخ الهيئة منذ تأسيسها، جاء الإجماع الشعبي الكبير من مختلف طوائف الشعب وشرائحه المختلفة ليؤكد على تأييده للأمير محمد بن سلمان وثقته في قيادته، وخصوصًا فئة الشباب التي تُشكِّل أكثر من 65% من التركيبة السكانية للبلاد، والتي سارعت ‏ بالمبايعة إيمانًا بالتغيير، وتفاؤلا بمستقبل مشرق بإذن الله.

* باختيار الأمير محمد بن سلمان عرَّاب رؤية 2030، وصاحب الجهود الكبيرة والطموحة والمتلاحقة في السنوات الأخيرة، تدشِّن السعودية فعليًا مرحلة تاريخية جديدة من عمرها المديد بإذن الله.. مرحلة عنوانها: التفاؤل والثقة بالمستقبل، رغم أنها تأتي وسط ظروف صعبة في المنطقة والعالم.

* إنها السعودية الجديدة.. دام عزّها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store