Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سمر الحيسوني

حتى لا تندثر بهجتنا!!

A A
ومضى رمضان... شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل منّا جميعاً الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يبلغنا رمضان أعوامًا مديدة ونحن في أمن وأمان، وفي أحسن صحة وأفضل حال.

مع انتهاء شهر رمضان، يجد الإنسان نفسه أمام تساؤلات عديدة تدفعه للتأمُّل في مدى تأديته لحق هذا الشهر الفضيل عليه. فهل صامه إيمانًا واحتسابًا ليخرج منه بذنبٍ مغفور وعمل صالح مقبول؟، وهل اقتدى خلاله بأخلاقيات سيّد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-؟، كأن يصفح عمَّن خاصمه، ويعفو عنه عند المقدرة، ويصل رحمه، فالحكمة الربانيّة من هذا الشهر الكريم أعمق من أن تقتصر على تكثيف العبادات فحسب، دون الالتفات إلى التحلِّي بمكارم الأخلاق، التي هي أساس الدين وجوهره.

فإنّ لم يفعل المرء ذلك ويطهِّر أخلاقه، وتتصافى القلوب خلال الشهر الكريم، لن يذوق لذّة العيد وحلاوته. فنجد أن هنالك الكثير ممَّن يشكو تغيُّر حلّة الأعياد، واختفاء بهجتها، دون أن يلتفتوا إلى أصل المسببات التي أدت لهذه النتيجة، فيجدر بالإنسان أن يفرح بالعيد بعيدًا عن التصرفات والأقوال السلبية التي تؤثر على نفسية الأشخاص من حولنا، فمن الممكن أن تكون شخص ينشر الفرح على من حوله.. ابحث عن السعادة ستجد مساحة للفرح في كل مكان. لذلك يجدر بنا مراجعة أنفسنا، فعاداتنا بدأت تندثر بين الجيل الحالي للأسف.. أين الخطأ.. هل طريقة تربيتنا لأبنائنا اختلفت؟!. أم أن الجيل أصبح لديه توجهات واهتمامات بعيدة عن تقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية، كصلة الرحم وغيرها من الخصال الإيجابية الحميدة؟!.

أتمنى أن تتصافى النفوس والنوايا، وأن تجتمع العائلات كالمعهود لتستشعر بهجة العيد. كما أتمنى أن يكون عيدًا سعيدًا على الأمة جمعاء بلا دماء، وأن تفتح الأسر أبواب منازلها للترحيب بالضيوف لا لمواساتهم بفقدان حبيب أو قريب. أدام الله علينا أمننا وأماننا.. وكل عام والأمة العربية والإسلامية بألف خير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store