انتقال فريد.. في السعودية فقط

قال الله تبارك وتعالى في بيعة أصحاب رسول الله له -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).. وقال الحبيب –

صلى الله عليه وسلم: (من مات وليس في عنقهِ بيعة مات ميتة جاهلية).

نُؤكِّد ونُجدِّد البيعة للملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمير محمد بن سلمان، عهدًا بالطاعة، في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وفي السر والعلن.

إنها مملكة التوحيد، التي أرسى قواعدها المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأبناؤه الكرام من بعده، لتصبح أمام العالم أجمع شامخة المذهب والرؤية والتوجه، وستظل حتى قيام الساعة.

إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع نموذجًا يُجسِّد آمال وطموحات الشريحة الأكبر في المجتمع «الشباب»، وهو أهلٌ للثقة الملكية، وقادر بإذن الله على تحمُّل المسؤولية الملقاة على عاتقه، لأنه يحمل حقيبة الإصلاح برؤية تُحقِّق الآمال والطموحات.

وكانت عملية انتقال السلطة فريدة من نوعها، مثلها مثل التجارب، التي مرت بها هذه البلاد من قبل، فكان الاجتماع الوطني والشعبي على القرار، فلم نرَ -بفضل الله- ما يُزعج أو يُقلق الحريصين على استقرار هذه البلاد المباركة، وكان مقطع للتاريخ مشهد تقبيل سمو الأمير محمد بن سلمان ليد ابن عمه الأكبر سمو الأمير محمد بن نايف، عندما قدَّم له البيعة، فكانت اللحمة الوطنية، التي ترتكز عليها سياسة هذه البلاد إيمانًا بأن تنظيم انتقال مقاليد الحكم هو الأساس لاستقرار الدولة، ومن هنا أثبتت المملكة العربية السعودية -بما لا يدع مجالًا للشك- أن قوة النظام واللحمة الوطنية والتلاحم والتفاف الشعب بكل أطيافه حول قيادته من أعظم خصوصياتنا.. وأن هذا الوطن يُقدِّم مثالًا للعالم أجمع بأن انتقال السلطة بهذه السلاسة حالة فريدة للسعودية فقط.

اليوم نستطيع أن نقول بكل ثقة: إن محمد بن سلمان استطاع وخلال فترة قصيرة أن يصبح حديث العالم بكل ما يملك من رؤية وطموح وتأثير، وكذلك مواجهة التحديات.

وقد جاء هذا الأمر الملكي الكريم، باختيار محمد بن سلمان وليًا للعهد، إيذانًا لدخول هذا الوطن عهدًا جديدًا، مصدره ملك العزم والحزم، فاختياراته الحكيمة في ذلك الصباح المشرق وفي الأرض التي باركها الله عز وجل –مكة المكرمة- تُبرهن بأن هذا الوطن ذاهب بقوة إلى مستقبل مشرق بدمائه الجديدة، ولن يُوقفه أحد بإذن الله.