Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

لماذا محمد بن سلمان؟

A A
عندما يُطرح مثل هذا التساؤل في هذه المرحلة، يأتي الجواب ببساطة: لأنه استوفى شروط متطلبات المرحلة، ومر باختبارات عملية أثبت من خلالها أنه مستعد لتحمل المسؤولية بثقةٍ وشجاعة واستعداد ذهني، مكَّنه من التجاوب السريع بدون تردُّد في اتخاذ القرار، والإجابة عن الأسئلة وشرح التصورات، والتعامل مع قيادات العالم والإعلام بدون الوقوع في مطبات التناقض أو ازدواجية الطرح.

دخل ولي العهد ديوان السياسة في عهد الملك عبدالله، الذي بعد أن استمع لأدائه القسم، بارك له، ودعى له بأن يحكم بلده في يومٍ ما، وتلك دعوة صدرت من أبٍ وملكٍ مخلص لدينه ووطنه، والاستشراف بمستقبل واعد لمحمد بن سلمان، ومن تلك اللحظة انطلق الأمير ليجوب دهاليز السياسة ويتقن فنونها بسرعةٍ فائقة. عمله في الديوان الملكي ولجنة الخبراء مكّنته من إتقان صياغة القرارات وإعدادها للطرح في صيغها النهائية للاعتماد من ولي الأمر ومجلس الوزراء، وتوليه وزارة الدفاع في مرحلة حرجة جعله في موقع قريب من العمليات الميدانية، والاستماع من قيادات وطنية عسكرية مُؤهَّلة للقيام بواجباتها التخطيطية والميدانية. غير أن سرعة الحركة التي يتميز بها الأمير محمد مكَّنته من الاطلاع والمتابعة السريعة.

إضافةً إلى أن رؤية 2030 لا أحد يشك في أن لمسات الأمير محمد بن سلمان واضحة في كل مفاصلها، وهو من تولَّى عرضها عبر وسائل الإعلام بطريقة نالت إعجاب المتلقِّي والمحللين والمراقبين السياسيين محليًا ودوليًا، ومن تلك المقابلة الأولى مع تركي الدخيل واللقاء اللاحق مع داوود الشريان، قدَّم الأمير نفسه بطريقة منطقية ولائقة، وبعدها عاود الممارسة العملية والتحرُّك في عدة اتجاهات لطرح مشروع المملكة القادم لخدمة الأجيال الشابة الذين هم المستهدف الأول للتنمية لحياة أفضل.

قرار ولاية العهد للأمير محمد بن سلمان مرَّ بمرحلة التجارب أولًا في كل عمل قام به، ومن بعد أن استوفى شرط نظام الحُكم القاضي بموافقة هيئة البيعة والتصويت، والفوز بأغلبية غير مسبوقة (31 صوتًا من 34)، ومن بعد المبايعة العلنية من سلفه الأمير محمد بن نايف، والأمراء ورجال الدولة والمشايخ والمجتمع، جاءت مشاهد مراسم البيعة في قصر الصفا، وكيف كانت اللياقة الدبلوماسية في مقابلة المواطنين والتعامل معهم بثقةٍ وتواضع، تعكس مدى استعداد الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد والدور المطلوب منه في ذلك المنصب.

هذا الطرح لمراقب يتوخَّى الواقعية، مع الأخذ في الاعتبار بأن أمام ولي العهد مهام جساما وأجندات متعددة لا يستهان بها، حيث إن إدارة شؤون الحكم تعتمد في المقام الأول على أخذ كل المعطيات والمؤثرات على المصالح العامة للوطن في الاعتبار، من خلال دراسات مستفيضة مِن قِبَل خُبراء، يُقدِّمون المشورة بصدقٍ وأمانة وبدون تَردُّد في إبداء الآراء الصحيحة التي تصب في مصلحة الوطن.

وعلى المسرح الدولي استطاع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان طرح وجهة نظر المملكة حول المواضيع الحساسة، التي يمر بها العالم في هذه المرحلة بثقة وبدبلوماسية واقعية، ولذلك استقبلت الأوساط الدولية تعيين سموّه وليًا للعهد بارتياح، وبتطلعات واعدة للعمل معه في المرحلة القادمة بثقة.

مرحلة التغيير تتطلب من الجميع التعاون والإخلاص لمصلحة الوطن، والاستمرار في السعي لتحوُّلات مواكبة للعصر الذي نعيش فيه، وما ينتظر أجيال الغد.

نرجو من الله أن يكفينا شرور الأعداء، وأن يمنّ على البلاد وقادتها بالأمن والاستقرار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.. وكل عام والجميع بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store