Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

الحكم الرشيد

A A
الحكم الرشيد يستمد قوته وعنفوانه من الرشد والصلاح والإصلاح، ومن لُحمة المواطن مع قيادته، وأيضاً من خلال فصل كامل للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. الحكم الرشيد يتمثل في الاهتمام بمصالح المجتمع العليا، فالتناغم والانسجام بين الدولة والمواطن يتجسَّدان من خلال حفظ حقوق الوطن والمواطن، والحفاظ على أمنه واستقراره والدفاع عنه، وروح الجماعية في العمل.

الأمثلة للحُكم غير الرشيد يتمثَّل في الاستحواذ على السلطة دون مراعاة مصالح المواطنين، كما هو حاصل في إيران وسوريا والعراق واليمن. حُكم أي بلد –كبيراً أم صغيراً- ليس بالبساطة التي يتصوَّرها عامة الناس، بل إن الحُكم هو في الحقيقة مسؤوليات جسام يعتمد نجاحه على العمل الجماعي، ويوطِّد أركانه اللُّحمة بين المواطن وقيادته، ويَفشل هذا الحكم إذا لم يُراعِ مصالح المواطن، ويُهمِّشه ويُقصيه.

الحُكم الرشيد يتمثَّل بالانتقال السلس للسلطة، وهذا ما يحدث في مملكتنا الغالية بين أعضاء الأسرة الحاكمة، ويرجع الفضل في ذلك -بعد الله- للملك المؤسس وأبنائه البررة من بعده الذين ينظرون للمواطن على أنه المحور الرئيس في التنمية.

في دولة مجاورة، وتحديداً في قطر، وهي دويلة صغيرة، النظام الحاكم فيها يعيشُ على حبك الدسائس والمؤامرات والانقلابات، التي لا تُورِّث إلا الضغينة والحقد، والتناحر والتحزب. وتعيش أيضاً على النظرة الفرديَّة في الحُكم دون مراعاة مصالح المجتمع القطري، وهو ما يجعل أي نظام يتهاوى من أتفه الأسباب.

الانتقال السلس للحكم بين أبناء وأحفاد مؤسس هذه المملكة العظيمة يُبرهن ويُدلِّل على أننا نحيا في كنف دولة رشيدة ينظر حُكَّامها للسلطة على أنها تحقيق لمصالح المجتمع العليا، وليس تحقيقا لمصالح ذاتية.

محمد بن سلمان سبق وأن تحدَّثتُ عنه في مقالٍ سابق، قلتُ فيه: إن عُمره العقلي يتخطَّى عمره الزمني.. وبمراحل، حِنكته وذكائه أهّلاه لأن يمسك بزمام ملفاتٍ مسؤوليتها عظيمة، وفوق ذلك، فهو مهندس رؤية المملكة 2030، المستندة على تنويع مصادر الدخل والتحوُّل الوطني.

محمد بن سلمان ليس فحسب رجل طموح، بل رجل عملي ومنتج، ويعشق المنتجين، ويعمل في صمت، وليس هذا مستغرباً، فأستاذه ومُعلِّمه والده الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يُوجِّهه بحكمتهِ وحِنكتهِ وخبرتهِ -في إدارة دولة كبيرة كالمملكة، التي هي عضو في مجموعة دول العشرين الاقتصادية- لكي يُحدِّث مؤسسات هذه الدولة الكبرى التي تملك ثروات طبيعية هائلة، والأهم أنها تملك عقول واعية مُتعلِّمة ومُثقَّفة.

نُبارك لسمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، وفي الوقت ذاته نشكر سمو الأمير محمد بن نايف الذي ضَبِطَ الأمن واجتثَّ الإرهاب من جذوره. وكل عام والأمتين العربية والإسلامية بخيرٍ وعافية، وعيدكم مبارك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store