Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

إلى رئاسة الحرمين الشريفين.. مع التحية

نبض الكلمات

A A
انقضى شهرُ رمضانَ المبارك، بلَّغنا الله وإيَّاكم أيامه ولياليه سنوات عديدة، هذا الشهر يختلفُ عن غيره من الشهور في طيبة الطيِّبة، حيث النكهةُ المدينيَّة الخالصَّة، والأجواء الروحانيَّة التي تتنقَّل فيها ما بين الحرم الشريف، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين، وغيرها من المساجد.

أتحرَّى دومًا موسم الإجازة السنويَّة؛ لأعود إلى مسقط رأسي، وحيث الأهل والأحبَّة، وأستشعرُ مع ضيوف الرحمن شوقهم لهذه البقعة المباركة، وللمسجد الذي تُشَد له الرحال وتحين الفرصة للدخول إلى الروضة الشريفة. مع كل هذه المشاعر الفيَّاضة، أجد في الحلق غصَّةً لِمَا رأيته في الشهر المبارك في رحاب المسجد النبوي من بعض الزوَّار من تصرُّفاتٍ لا تليق بقدسيَّة المسجد النبوي، بل هناك تجاوزات في الألفاظ والتطاول بالأيدي والكلمات، والأمر كان يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، بإهانة أهل المدينة الذين أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهم خيرًا.

وقد تعرَّضتُ لموقفٍ أليمٍ العام الماضي، في يوم ختم القرآن، فلأنَّي أعيشُ خارج المدينة طوال السنة، فمن حقِّي أن أروي عطش روحي وقلبي للصلاةِ في مسجد الحبيب، وأستأجرُ فندقًا عند الحرم، ولكن ما حدث أنَّ بعض الزائراتِ يتطاولن علينا بالكلام، ويقلن إنَّه ليس من حقِّنا أن نُصلِّي في الحرم، فنحن أهل البلد، وهم أولى منَّا؟، وتقديرًا لصاحبِ القبر الشريف، لا نردُّ عليهنَّ، ولكن ظل الألم يعتصر قلبي، إلا أنني تمالكت نفسي لكي لا أُضيِّع أجر صيامي وقيامي.

ما دعاني لكتابة هذه الكلمات، هو رغبتي أن يصل صوتي لرئاسة الحرمين الشريفين، بأن يتمَّ -في شهر رمضان المبارك العام القادم إن شاء الله- تدارك أمر افتراش ونوم بعض الزوَّار طوال اليوم في الحرم؛ بحجة الاعتكاف، وإساءتهم للمصلين التالين لكتاب الله، حيث ينامون أكثر من الصلاة والتلاوة، بل إنَّهم يقومون للصلاة بعد النوم بدون وضوء، فإن كانوا لا يعرفون تعاليم دينهم، فمن واجبنا أن نعلِّمهم، كما أن موظفات الحرم لابدَّ أن يكون لهنَّ دور فاعل، ولا يقفن موقف المتفرج ممَّا يحدث، فقبل أيام من نهاية شهر رمضان المبارك ذهبتُ لصلاة التراويح، وإذ بي أسمع الأصوات حولي ترتفع بين النساء، وتتشابك الأيدي من أجل الكراسي، وبقيت الموظفات بدون تدخل، فهل هذا الحال يرضي الله ورسوله؟.

إن لم يتم تدارك الأمر أخشى أن يأتي يوم ولا أجد لي، ولا لغيري من أهل المدينة، مُصلَّى أُصلِّي فيه؛ بحجة أنهم أولى منَّا. نريد من المسؤولين عن هؤلاء الزوَّار أن يوعوهم بكيفيَّة التعامل مع أهل المدينة، فلا يؤذونهم، ولا يحرمونهم من حقهم في الصلاة، وأن يكون للاعتكاف ضوابط وأماكن محددة، ولا يكون الحرم كله مكانًا للاعتكاف الذي تحوَّل فجأة للنوم والافتراش.

هذه كلماتي -باسمي واسم أهل المدينة- الذين تربُّوا على محبة وإكرام ضيوف الرحمن، ولا يريدون بهم إلاَّ الخير، فهل تجد لها صدى؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store