Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

حتى نحافظ على الأجيال من الفكر الضال

A A
نشرت هذه الصحيفة يوم الخميس الماضي (12) توصية، طرحها تربويون وأكاديميون لتفعيل دور المدارس والجامعات في مواجهة الإرهاب، لتكون جنباً إلى جنب مع الأسرة لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وقد كان الطرح رائعاً، لأن هذه القضية تشغل الجميع، وهي ليست بالشيء الجديد، فالإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، فهو لم يكن يوماً ما يرتبط بمنطقة أو ثقافة أو ديناً، وهناك كلام بديع ذكره مؤلف كتاب: «دور المدرسة في مقاومة الإرهاب والعنف والتطرف»، الأستاذ عبدالله اليوسف، حيث يقول: إن الهاجس الأمني لم يعد مسؤولية رجال الأمن وحدهم، وإنما أصبح الأمن قضية يجب أن تشارك فيها جميع المؤسسات التي لها علاقة بالمجتمع المدني. وتُمثِّل المدرسة الوسط الاجتماعي الثاني -بعد الأسرة- التي يتشرَّب فيها الناشئة القِيَم الاجتماعية والثقافية، وإذا ما فشلت المدرسة في تشريب الناشئة تلك القِيَم، فإن المجتمع يفقد بذلك خط الدفاع الثاني ضد الجريمة، لذا فإن استعراض الدور الأمني للمؤسسات التعليمية في مقاومة العنف والتطرف والإرهاب، أصبح أمراً ضرورياً في الوقت الحاضر، لما تُمثِّله المدرسة من ثقل حيوي في بناء ثقافة المجتمع، وبما يُمثِّله من أهمية في البعد الأمني.. انتهى.

حقيقةً، رسالة واضحة على الدور الكبير للمدرسة، ولكن تبقى الأسرة هي الحلقة الأهم والمهم في التربية.

أعود لطرح التربويين، الذي كان محوره أن هذا الإرهاب الفكري قد استغل تقنيات العصر في تغيير مفاهيم بعض الناشئة وسلوكياتهم.. الدكتور حزام الغامدي عميد شؤون الطلاب بجامعة الباحة له رأي متقن في هذا الجانب، حيث يقول: إننا نقوم بخلق بيئة تعزز العلاقة بين الأستاذ الجامعي والطلاب، وترتكز على الاحترام وتوسيع الحريات، وإبداء الرأي وتقبله، ومناقشة المخالف بأسلوبٍ هادئ بعيداً عن التشنجات الفكرية، التي تؤدي إلى تطرف الأفراد، وبُعدهم عن الاعتدال، انتهى.

وهناك رأيٌ آخر للأستاذ عبدالله الزبيدي، حيث يقول: إن القاعدة التي ننطلق منها لمحاربة الإرهاب الفكري في مدارسنا هي: إشعار الطالب بأهمية العقل الذي يحمله، ونحن في مدارسنا نُحقِّق مع طلابنا أول هدف من أهداف سياسة التعليم في المملكة، وهو ترسيخ مفهوم العقيدة الصحيحة لدى الطالب، ثم إشعار الطلاب بأهمية الأمن في الوطن، وعدم العبث به جراء الانزلاق خلف الأفكار الهدَّامة والفِرَق الضالة. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store