Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

إرهاب في الحرمين الشريفين

الكلمات فواصل

A A
ما يزال حلم المنظمات الإرهابية الداعشية وخلاياها المنتظرة لأوامر قياداتها الساعية لتحقيق مجد كبير مُؤثِّر، يكون فخراً لها؛ في الأراضي المقدسة كلما حلَّت مواسم الحج والعمرة ورمضان. ففي هذه المواسم تكون أعداد المسلمين ضخمة في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة؛ لذا كان استهدافهم المُجرم قريباً من مسجد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في العام الماضي في رمضان. وفي مكة المشرفة في رمضان من العام الحالي.

هؤلاء الضالون -الذين توعَّدهم الله بالعذابِ الشديد- إن هم عقدوا النية على الإجرام والإفساد في البلد الحرام، فما بالك وهم قد خطَّطوا ونفَّذوا إجرامهم فيه. هؤلاء يفعلون ذلك لإحداث أكبر ضرر في جموع المسلمين المعتمرين منهم في مكة المكرمة، والزائرين في المدينة المنورة؛ فيُحقِّقون -لو نجحوا- نصراً مزعوماً يلفت الانتباه إليهم، ويُؤكِّدون به وجودهم العالمي وقدرتهم على تنفيذ عمليات ضخمة مُؤثِّرة. كما أنهم يُخطِّطون لتنفيذ إجرامهم في تلك المواسم الدينية الكبيرة، ظناً منهم أن الدولة ومسؤولي ورجال أمنها منشغلون في تلك المواسم، بتنظيم تلك الجموع الكبيرة في نطاق الحرمين الشريفين، وكذلك في تنظيم وسائل النقل الكبيرة والصغيرة والخاصة والعامة، وفي مراقبة أمن البلاد عامة وحدودها ومواطنيها والساكنين معهم فيها.

ذلك تفكير ساذج لم يصل إلى معرفة جاهزية ومستوى الجهات المسؤولة عن أمن هذه البلاد، وعن سلامة مواطنيها وزوارها والمقيمين العاملين فيها. فهي التي أثبتت مرات ومرات مدى تجهيزها العالي، وضرباتها الاستباقية، ومدى تطور أساليبها وفنيّاتها وخبرتها في التعامل مع الإرهاب عامة، ومع تلك الخلايا النائمة (بل المتحفِّزة) المنتظرة لتلقي أوامر قادتها الضالين؛ فكانت انتصارات تلك الجهات الأمنية مشهود لها عالمياً منذ نشوء تلك المنظمات الإرهابية إلى يومنا هذا.

سلَّم الله أرض الحرمين الشريفين التي تتطلَّع اليوم وتسعى إلى تحقيق طموحات عالية وشيكة التحقق -بإذن الله- لمستقبلها بجهود قياداتها الشابة الطموحة المثابرة. وشكراً لرجال أمن بلادنا الذين يُضحون بأرواحهم ودمائهم من أجل سلامة هذه البلاد، وحدودها، والساكنين فيها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store