Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

يدا بيد ضد الإرهاب

A A
الفئة الضالة الغاشمة التي كانت تستهدف بيت الله العتيق في مكة المكرمة -زادها الله رفعة وتشريفًا- في ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك 1438هـ، والتي كانت تنوي إلحاق الضرر والقتل في داخل المسجد الحرام، الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا، وذلك من أجل خلق الفوضى، والهلع بين عامة المسلمين من مرتادي الحرم الشريف من زوار وعمّار ومجاورين، والذي يؤمه أكثر من مليوني مسلم، ولكن الله خذل الإرهابيين ورد كيدهم في نحرهم، وجعل تدبيرهم تدميرهم مصداقًا لقول الله تعالى في كتابه العزيز: «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم» (الحج 25)، ويستفاد من هذا النص الكريم أن مجرد النية قبل الفعل لأي عمل مخزٍ أو عمل شائن تجاه بيت الله الحرام سوف يُقَابَل بالعذاب الأليم من حامي حمى البيت، ثم يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، كما حدث لذلك الإرهابي الذي نوى التفجير داخل المسجد الحرام.

يقول النبي المصطفى صلَّى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، تحية شكر وتقدير للعاملين في قطاعات وزارة الداخلية المختلفة، الحريصين جدًا على متابعة هؤلاء المجرمين الحاقدين الحاسدين، الذين تدفعهم نفوسهم المريضة لإلحاق الضرر بعامة المسلمين، وكشف مخططاتهم وإحباط محاولاتهم الشريرة، الذين لم يراعوا حرمة المكان ولا الزمان، فكان رجال الداخلية لهم بالمرصاد، وحالوا بينهم وبين الوصول إلى أقدس البقاع على وجه الأرض، وأكثرها أمانًا، وأعلاها شأنًا، وأرفعها مكانًا، فاللهم احفظ بيتك العتيق من كل ذي شر.

هؤلاء المغرر بهم من الفئة الضالة من الأحداث تقف خلفهم دول حاقدة، وتُحرِّكهم أيدٍ خبيثة تريد استهداف أمن واستقرار المملكة من جهاتٍ عديدة ناقمة، من: منظمات، ومليشيات، وأحزاب، ولعل من أبرزها جمهورية إيران الظالمة ومن شايعها من الدول الحاقدة الحاسدة لهذه الدولة الفتية، التي وهبت نفسها لخدمة الإسلام والمسلمين.

عداء إيران لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أصبح جهارًا نهارًا، وذلك باستهدافها لبيوت الله، وآخرها المسجد الحرام، ومسجد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله في كتابه العزيز هذه الفئة بقوله: «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون» (التوبة 32).

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعمّ إيران ومن شايعها وشاركها في هذا الفعل المشين -باستهداف الحرمين الشريفين- أن يعمّهم بعذابٍ أليم، وغاشية من السماء تزلزل أركانهم، وتشتت شملهم، وتجعلهم عبرة لمن يعتبر، وأن يُفسد مخططاتهم، ويجعل تدبيرهم في تدميرهم. اللهم احفظ بلادنا وحكامنا ومقدساتنا وشعبنا من كل مكروه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store