Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سمر الحيسوني

أيا دوحة تميم.. أَلَا مِنْ سامعٍ للنُّصْحِ؟!

A A
بعد فشل جميع الوساطات والجهود الدبلوماسية لحل الأزمة القطرية الخليجية، وبعد الرد السلبي الصادر من دولة قطر على المطالب المقدَّمة من الدول الأربع «السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين»، أصبحت الأزمة القطرية بمثابة الصدمة للمجتمع الخليجي والعربي، والشغل الشاغل للمجتمع الدولي، فدعم الإرهاب وتمويله قضية لا تقبل المساومة والتسويف، وقد أوضح البيان المشترك لاجتماع الدول الأربع في القاهرة، حول الموقف من الأزمة القطرية، أنّ هناك مبادئ ستة واضحة وصريحة لموقف الدول الأربع، والتي شدّدت بدورها على أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية، والحرص على لمِّ الشمل العربي، ورفض الفتن والتحريض على زعزعة الأمن الداخلي للدول.

دول مجلس التعاون الخليجي قدّمت للمجتمع الدولي خلال العقود السابقة أروع مثال للبيت المتماسك، مما زرع حولها أشواك الحقد والحسد وكيد الأعداء، الذين يُحاولون جاهدين تفكيك هذه الأسرة، وإضعاف قوتها من الداخل، فكانت المملكة دائمًا -الأخت الكبرى الحاضنة لهذا البيت- كالحصن المنيع ضد كل مَن يُحاول الإخلال بتوازن وأمن واستقرار أسرتها، فكيف استطاعت الأخت الصغرى التغريد خارج السرب، ومحاولة التحليق بعيدًا؟ كيف تمكّنت من فتح باب للغرباء يُعينهم على تشتيتها؟ هل كان المقابل مجزيًا للتضحية بأسرتها؟، أم أنّها أجندات كانت ملزمة بتنفيذها؟.

تملّك الثروات في يد قطر جعلها تنتهج نهجًا مغايرًا لمبادئنا ومفاهيمنا، وتوهّمت بقدرتها على الحصول على سلطة تتعدَّى وتفوق حجمها الفعلي، ولكن هذا ما صوّره لها الغرباء على أنّها قادرة على قيادة العالم الإسلامي أجمع، مما خيّل لها أنّ تخريب المنطقة العربية والإسلامية من خلال زرع الفتن تتمثل في شكل صرف الثروات لدعم الإرهاب وتمويله ضد قيادات لها ثقل في العالم الإسلامي والعربي؛ سواءً اقتصاديًا أو سياسيًا، هو الحل الأمثل في سبيل تحقيق هذا الهدف، فما كان منها إلاّ القيام باحتضان الجماعات الإرهابية وحماية الإخوان المسلمين لمساعدتها في توسيع نفوذها الإقليمي.

كيف غَفَلَ عنها أنّه بإمكانها أن تسلك طريق القوة والنفوذ في حال تكريسها لجهودها واستغلالها لثرواتها في دعم الدول الفقيرة للنهوض بها وتنميتها، لكان أجدى لها ذلك! فالافتقار لبُعد النظر والتصوّر بأنّ القوة الحقيقية تكمن في الفرقة وشق الصفوف بدلاً من التعاون، كارثة حقيقية، فمَن أوهمها بأنّ قوتها تكمن خارج دول مجلس التعاون؟! .

قطر دولة شقيقة؛ يدمي القلب ما فعله هذا العضو بالجسد الواحد، فمن يعيش على أرضها هم أرحامنا وأصهارنا وأبناء عمومتنا، لذا كان لابد أن نُقدِّم لهم النصح، وهو ما تم بالفعل مِن قِبَل الدول الأربع، وكأنَّ لسان حالهم يقول: كيف لنا بتر هذا العضو، قبل محاولة علاجه؟، إلا أنها أبت أن تسمع النصيحة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store