Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

الكارهون

A A
يومًا بعد يوم تنكشف أقنعة الكارهين لهذا الوطن الغالي، ليسقطها بهدوئه المتزن وحكمته السياسية، التي تزيد هؤلاء الكارهين ابتكارًا لحِيَلٍ جديدة، ولكن عناية المولى عزوجل تحبطها دائمًا، وهي لا تزال في مهدها الدنيء.. وآخرها ما تم اكتشافه من حسابات إلكترونية بأسماء مستعارة بلغ عددها أكثر من 20 ألف حساب وهمي مصطنع في «تويتر»، منتشرة في أربعة دول عربية وإقليمية تهدف لزعزعة الأمن، وإثارة الرأي العام داخل الوطن، جنَّدتها قطر لمهاجمة المملكة، وبعد متابعة الجهات المعنية لها تم اكتشاف 32% منها تبث سمومها من قطر، و28% منها من لبنان، و24% من تركيا، و12% من العراق، كما أن 86% من تلك الحسابات كان هدفها شق الصف الوطني، مما جعل قطر في قائمة الكارهين لوطننا.. هذا الوطن الذي يتّحد مع شعبه دائمًا كلما زادت المحن عليه، فأخطر الأعداء ذلك الذي لا يعترف أبدًا بأنه عدوك، ويلبس ثوب الوداعة حتى لا تحذر منه، فيقتنص الفرصة ويستغل ثقتك التي منحتها إياه وحسن نواياك، ليكسب بذلك الوقت ويضعفك ليُحقِّق أهدافه.

إن الكارهين دائمًا ما يتوارون خلف أفعالهم الضبابية التي تستمد قوتها من حطامهم وجهلهم، والملفت أن أعداء هذا الوطن لا مبرر لأفعالهم سوى أنها البلد التي تسعى لنشر السلام في العالم، ونبذ الطائفية والتطرف، ومحاربة الإرهاب، والمحافظة على سيادة الدول من التدخلات الخارجية، ليُشبه هذا الوطن العزيز في تفاصيله الدبلوماسية المدروسة بعناية اللوحة الجميلة المكتملة تمامًا، وهذا الكمال على ما يبدو يزعج ويقض مضجع الكارهين.

وهنا تأتي عقدة النقص التي تشعر بها قطر، والتي تدفعها بحماقة لحماية النظام الإيراني الإرهابي بعد أن صنفتهم على أنهم أحبة، لابد من مراعاتهم وتنفيذ أجندتهم وتمويل عملياتهم الإرهابية، واستضافة رموز الفتنة لديها، وهي بهذا تُشبه مَن يقف بثقة مريضة على حافة الهاوية، بعد أن طعنت صلة الجوار في مقتل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store