Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

حلم الإمبراطورية القطرية..!!

A A
في هذا المقال أتحدث عن حالة وليس عن مجرد خلاف أو نزاع بين دولة صغيرة بالمقياس السكاني والجغرافي- وبين جوارها الأكبر مئات المرات ديموغرافيًا وجغرافيًا والسبب الرئيس لكونها حالة أنه مع مرور الوقت بدأت تتكشف أمور كثيرة لم يكن أحد يتصورها مدعومة بالإثباتات والأدلة المادية توضح ما تخطط له وتنوي الوصول إليه دولة قطر مُستخدمة الوفرة المادية والإعلام ووسائل الاتصالات المتعددة وحرية التحرك على كل المستويات وهذا ما يثبت أن هناك مخططًا تسعى قطر لتنفيذه، كما أن رفضها التراجع بعد المقاطعة من أربع دول عربية ورفضها التفاهم والرجوع إلى جادة الطريق وقيامها بحملة إعلامية مضادة متقمصةً رداء الضحية البريئة والمظلومة من جيرانها ومحاولة البحث عن قشة نجاة في نصوص القانون الدولي مع الاستنجاد بأحلاف وقوات أجنبية دعتها لتحميها من إمكانية غضبة شعبها وليس من احتمال عدوان خارجي لأن ذلك مستبعد.

والحالة القطرية بدأت تتضح معالمها خلال موجة الربيع العربي وحماسها لما حصل في ليبيا ومصر إضافة إلى أطماع شخصية زرعت في رؤوس الحكام ووافقت هوى قوى أجنبية من خارج المنطقة تخطط هي الأخرى لتفكيك منظومة مجلس التعاون والانفراد بكل دولة على حدة وتفكيك الدول أيضًا لتصبح دويلات ومن خلال ذلك الباب يطمع حكام الإمارة الصغيرة في تكوين إمبراطورية وتحقيق حلم خيالي على منوال الحلم الصهيوني الذي وضع في خطته إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل. و(الحمدان) يريدانها من المحيط إلى الخليج وعلى أسس دينية، الصهيونية اليهودية، و(الحمدان) الإسلام ودولة الخلافة. وكما الحالة اليهودية أصبح لدينا الحالة القطرية، والحالة القطرية خليط من الدين والسياسة والصراعات الأسرية والأطماع الشخصية التي بدأت بانقلاب حمد على شرعية الأب خليفة قبل عقدين من الزمن وانتهت بالتنازل للحفيد تميم بن حمد للتمويه وغياب وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم -الرأس المدبر- حالمين باستمرار استكمال مشروع المخطط المسرحي ببث الفوضى وشيوع عدم الأمن والاستقرار على منوال ما حصل أثناء الربيع العربي لليبيا ومصر وتونس وما يحصل حاليًا في اليمن وسوريا والعراق كما بدأت المعلومات تظهر للعلن. والحالة القطرية باختصار هي تتمثل في حلم خيالي وسيلته الخيانة والتآمر ولو استمر مع وفرة المال وسهولة توفر وسائل الإعلام لشكل مخاطر جسيمة لدول الجزيرة العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية المستهدف الرئيس.

والآن نعود لطرح السؤال: إلى أين تريد الحكومة القطرية الذهاب بشعبها قليل العدد وشبه جزيرة صغيرة تمتد على شكل أصبع في مياه الخليج العربي وبعد المقاطعة لم يعد لها إلا اتجاه واحد نحو إيران.

التدخل التركي يشجع قطر على الاستمرار في تعنتها ولكنه عديم الفائدة وإلا خسر التعاون الخليجي. والمؤكد أن قطر تشجع وتمول الإرهاب.. وتتعاون وتتقارب مع إيران وإسرائيل.. وتضرب باتفاقها مع جيرانها وشركائها في مجلس التعاون الخليجي عرض الحائط مخالفة لما تم الاتفاق عليه في السابق.

سلوك السياسة القطرية يستخدم القوى الناعمة بكل أشكالها ويتعدى الضرر منه الجوار العربي إلى الإساءة للإسلام والمسلمين. وفي رأيي أن على الإعلام المركز على كشف مزيد من الحقائق أن يفرق بقدر المستطاع بين قطر الحكومة وقطر الشعب لأن الحالة القطرية عقدة حكام وما الشعب القطري إلا ضحية لتلك السياسة التي تحلق في أفق الابتعاد من المحيط التاريخي والجغرافي مع جيرانها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store