Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

طرائف وليست كوارث!!

A A
• الخطأ في العمل الإعلامي ليس أمرًا كارثيًا كما يتصوَّر البعض، بل أمرٌ وارد ومتوقع أيضاً، خصوصاً عندما يكون العمل حيًّا على الهواء، أو تحت ضغوط شديدة. والهفوة التي جاءت قبل أيام من أحد المذيعين الشباب، هي هنّة عادية، يحدث أكبر منها يومياً في كل محاضن الإعلام العالمية، وكان يمكن تجاوزها واعتبارها (قفشة) عابرة، لولا أننا اعتدنا نشر كل غسيلنا الأبيض والملون على حبال تويتر.. و(اللي ما يشتري يتفرج)!.

• الضحك بحسب بعض الفلاسفة هو المفاجأة، وحدوث غير المتوقع، لذا تعتبر الزلّات الإعلامية التي تتجاوز كل حواجز الحرص والتحوط، نوعا من النوادر التي يتم التسامح معها حتى في أشد بلاد الله صرامة ودكتاتورية، ولعل كثير منَّا يتذكر الهفوة الشهيرة لصحيفة القادسية العراقية التي نشرت في العام 1985 عنواناً شهيراً كاد يفقد رئيس التحرير حياته، عندما كَتَبَت على صفحتها الأولى: القائد الفظ (بدل الفذ) صدام حسين...!!. وهو شبيه بخطأ صحيفة عربية أخرى نشرت إعلاناً يقول: يسر الشركة أن (تلعن) لعملائها الكرام!.

• الأمر نفسه يحدث مع بعض السياسيين، الذين لا يسلمون من مفاجآت وأخطاء يراها البعض كارثية، لكنهم يُحوّلونها بدبلوماسيتهم إلى طرائف يحفظها التاريخ، ومن ذلك ما حدث لأحد الرؤساء الأمريكيين الذي صرَّح عند وصوله لبولندا أن علاقته قوية بالرئيس، ولكن المترجم أخطأ حين حوّل العلاقة بين الرئيسين إلى «علاقة حميمة وعاطفية»، ولم يشعر الرئيس الأمريكي بخطأ المترجم إلا بعد تعالي ضحكات البولنديين، الذين سارعوا بالاعتذار.

• أختم بقصة طريفة حدثت للرئيس اللبناني الأسبق (شارل حلو) عند زيارته في الستينيات لإحدى الدول الخليجية، فعندما لم يجد منفّذ الفترة في إذاعة الدولة المضيفة أغنية مخصصة للرئيس، طلب من الأرشيف تزويده بكل الأغنيات التي فيها كلمة (حلو) لبثها أثناء الاستقبال، فاختاروا له أغنية (قل لي يا حلو)، والكارثة أن فيها مقطع أحرج الضيف ومضيفيه يقول: «قل لي يا حلو وش جابك علينا.. أمك جابتك واحنا ابتلينا».

• خذوا هفوات الإعلاميين بروح مرحة ومتسامحة، ولا تُحمِّلوها أكثر مما تحتمل.. فهم بشر أولاً وأخيرا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store