Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

القادم أحلى

A A
«قد يكون الأمس حلوًا! إنَّما القادم أحلى.» ختمت بها مقال الأسبوع الماضي لأُضيف اليوم القول المأثور: «تفاءلوا بالخير تجدوه». ويضيف المتقدِّمون منَّا بالعمر ممَّن سمعوا بِـ(السفر برلك- الحرب العالميَّة الأُولى)، وقاسى آباؤهم وأجدادهم من فقد أحبِّ الناس إليهم. وكانوا قد سيقوا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. لم يعد معظمهم لبلده ولأهله الذين واجهوا أقسى أشكال المجاعة، وندرة ما في اليد من مال. حتَّى أنَّ بعضهم باع أرضًا له مقابل عدد من أرغفة الخبز لإطعام الأفواه الجائعة. وآخرون أكلوا لحوم الكلاب والقطط وحتَّى الجيف. وأصبحت البطاطا المسلوقة من أفخر ما يقدَّم على المائدة من طعام، إضافة إلى كلِّ ما هو أخضر ينبت على الأرض كانت تقتات به الحيوانات.

سنوات قليلة بعدها، وعاد أوار الحرب العالميَّة الثانية ليشعل العالم نارًا ودمارًا، وتفتيت أرض الوطن العربي الواحد الذي كان الأجداد يتجوَّلون في ربوعه من مياه الخليج إلى شواطئ المحيط بكلِّ الحريَّة وبدون جوازات سفر وتأشيرات دخول وخروج بعودة لبعضهم وخروج بدون عودة لآخرين. وتنوَّعت أوراق النقد تنوُّع أشكال أعلام الدول العربيَّة الآخذة بالازدياد من جرَّاء تجزئة ما جُزِّأ من ديار العرب. وأصبحت الحدود التي رسمها المستعمر الغازي لموطننا والطامع بثروات أرضنا حدودًا مقدَّسة لا يجوز المساس بها.

لكن من نِعَم المولى علينا نجاة مساحات شاسعة من جزيرة العرب من هذه التجزئة المفرِّقة بين الأخ وأخيه، بقيام المملكة العربيَّة السعوديَّة قبل قرن من الزمن، مزيلة الحواجز والحدود ما بين الخليج العربي والبحر الأحمر التي أرسى قواعدها الملك المؤسِّس عبدالعزيز آل سعود طيَّب الله ثراه. واستقرَّ الحال عام 1932 بإعلان قيام المملكة العربيَّة السعوديَّة، واستتباب الأمن والأمان، وسلامة وصول ضيوف الرحمن إلى رحاب الحرمين الشريفين بسلامة وسهولة ويسر. وتابع أنجال الملك المؤسِّس الذين تولَّوا الحكم من بعده نهج والدهم، وحرصهم على أن تكون الدولة الناشئة عصريَّة مواكبة لمسيرة العلم والمعرفة. فانتشرت المدارس والمعاهد والجامعات، مع الابتعاث إلى أرقى جامعات العالم، ممَّا فتح الطريق أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتبنِّي خطَّة 2030 الانمائيَّة التي يتابعها وليُّ عهده الأمين صاحب السموِّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. خطَّة جريئة تعد المواطنين بالخير العميم، وبالمزيد من تنوُّع مصادر الدخل، لتوفِّر للمواطنين أرقى ما تقدِّمة حكومات الدول لمواطنيها. وبهذا سيكون القادم أحلى بعون الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store