Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

قرارات الوقت المناسب

A A
صدر أول أمس قرار وزير التعليم بالبدء بتطبيق برنامج التربية البدنية بمدارس البنات اعتبارًا من العام الدراسي المقبل، بحيث يتم تنفيذه وفق الضوابط الشرعية وبالتدريج حسب الإمكانات المتوفرة في كل مدرسة، إلى حين تهيئة الصالات الرياضية في مدارس البنات، وتوفير الكفاءات البشرية النسائية المؤهلة، وجاء هذا القرار تحقيقاً لأحد أهداف رؤية المملكة 2030 في السعي إلى رفع نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع، ليكون مجتمعنا مجتمعًا حيويًا، وسيكون للبرنامج وثيقة وأهداف ومؤشرات أداء، وخطة تنفيذية مرحلية.

جاء هذا القرار بعد دراسة دامت 3 أشهر قام بها فريق متخصص بتكليف من الوزارة لمراجعة كل التوجيهات والتوصيات الصادرة في هذا الشأن، وقد رافق صدور هذا القرار جدل كبير أدى إلى تأخيره في عدد من الجهات التي قامت بدراسته، وقد قام البعض بإثارة العديد من النقاط ضد هذا القرار، فالبعض لم يقتنع بأن الرياضة للبنات في المدارس يمكن أن يكون لها أثر صحي، فهو يرى أن سبب السمنة لا يكمن فقط في قلة الحركة، بل هناك عوامل وراثية وسلوكية مرافقة، كما أن اليوم الدراسي مضغوط، فكيف يمكن توفير وقت لمثل هذا النشاط، إضافةً إلى أن المدرسة ليست المكان المناسب لهذا النشاط لأنها غير مؤهلة فنيًا وبشريًا لتطبيقه، كما أن ممارسة مثل هذا النشاط بين البنات قد يؤدي لبعض المخالفات التي تتجاوز الحشمة والحياء واللبس الساتر، كما أن فيه تشبُّها بالبنين، الذين لم يستفيدوا هم أيضًا من مثل هذه البرامج... وغيرها من الأسباب الأخرى، التي ساهمت في تأخير صدور هذا القرار.

الرياضة بالنسبة للنساء أمر ليس بجديد، ونحن نشاهد أمام أعيننا -منذ عدة سنوات- العديد من النساء يزاولن رياضة المشي، حتى إن بعض شوارع مدينة جدة اشتهرت بأنها أسوار لممارسة النساء للرياضة، وبعد أن قامت مؤخراً أمانة مدينة جدة بتخصيص مواقع لرياضة المشي، وجدنا أن أغلب مَن يُمارس هذه الرياضة هن النساء، ويأتي إقرار هذا البرنامج ليُؤكِّد أن الدولة ماضية في برنامجها للتحول، وهذه الخطوة ستُساهم في أن يتحوَّل مجتمعنا من مجتمعٍ خامل ضعيف إلى مجتمع حيوي قوي، والنساء هن نصف المجتمع.

هناك قائمة من القرارات البديهية والعادية ما زالت موجودة في دهاليز العديد من الجهات، منذ عدة سنوات، وذلك للدراسة والتمحيص، وهي قرارات يمكن إعلانها اليوم وفق الضوابط الشرعية، غير أنها لم تعلن حتى الآن في انتظار الوقت المناسب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store