Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

عندما تُنكأ جراح الشام!

ملح وسكر

A A
السبت الماضي كتبت عن الطالب الأمريكي أوتو وورمبير (22 عاما) الذي قضى نحبه بعد 3 أيام من إطلاق سراحه (وهو في غيبوبة) من سجون كوريا الشمالية عقب سنة ونصف قضاها فيها. في المقال أبديتُ استغرابي من التحدي الكبير الذي تمارسه سلطات بيونج يانج ضد العم الكبير القابع في واشنطن.

ونقلت وسائل إعلام محلية أمريكية عن أسرة الطالب أنه «توفي جراء التعذيب الذي تعرض له في سجون نظام بيونج يانج»! باختصار هي بالنسبة للناظر من بعيد (حشف وسوء كيلة)، لكن يبدو أن القضية ستمر بهدوء بالنسبة للإدارة الأمريكية.

وقالت أسرة الشاب في بيان: «إن المعاملة الفظيعة السيئة التي تلقَّاها ابننا على أيدي الكوريين الشماليين أدت إلى الحزن الذي نعيشه اليوم».

وأعلن والد وورمبير، عقب إطلاق سراح ابنه الأسبوع الماضي، أنه على يقين أن ابنه «قاوم بشراسة لشهورٍ عدَّة، حتى يتمكن من العودة حيًا إلى عائلته». وأضاف: (بمجرد تحرير وورمبير من قبضة بيونج يانج، تمنيتُ أن يعرف العالم أجمع حجم الوحشية والإرهاب الذي تعرَّض له ابني وعائلتي بسبب اعتقاله في سجون الدولة المنبوذة).

حق لوالد الشاب أن يشتكي وأن يجاهر بالسوء ضد النظام الكوري الشمالي، إذ ذهب ابنه ضحية وضع غير عادي ولا عادل. لكن حُق لنا نحن العرب عامة (والسوريين خاصة ثم العراقيين واليمنيين والليبيين) أن نشكو إلى الله جور القوى الدولية القادرة التي فرطت عن عمد وإصرار في حق قرابة مليون شخص من أهل الشام والعراق، وكثير منهم من النساء والأطفال والعجزة والأبرياء، فذهبوا ضحايا البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والقنابل العنقودية والفوسفورية والصواريخ الموجهة وغيرها من أنواع الأسلحة القديمة والحديثة التي لم تُجرّب من قبل. وإضافةً إلى ذلك قضى عشرات الألوف في سجون بشار الأسد ونوري المالكي تعذيبا وتجويعا، ناهيك عن حالات الاعتداء والاغتصاب والإبادة الجماعية.

يا أبا الشاب وورمبير: تذكَّرت ابنك! ونحن لم ننسَ منذ 6 سنوات المأساة التي عاشها ويعيشها أبناء سوريا الأبية، وأبناء الرافدين النشامى، فلا قوى عظمى حمتهم، ولا أرض آوتهم، ولا سماء أظلتهم إلاّ بقنابل ومتفجرات وقاذفات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store