Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

مسجد للعبادة أم مسكن للنوم ؟!

الكلمات فواصل

A A
المسجد النبوي الشريف في العشر الأواخر من رمضان لهذا العام، كان مزدحمًا بشكلٍ كبير جدًا. ولقد ألفنا في المدينة المنورة كما في مكة المكرمة ذلك الازدحام الموسمي في الشهر الفضيل. غير أن ما رأيناه في هذا العام غير مسبوق. ولقد كُنَّا من قبل نشاهد مثل هذا الازدحام في ليلة السابع والعشرين، وفي ليلة ختم القرآن العظيم، وهو أمر له مبرراته لما في الليلتين الشريفتين من طلب للأجر المضاعف والمثوبة.

ذلك الازدحام الشديد حرم كثيرين من صلاة العشاء والتراويح في المسجد النبوي الشريف، فقد كان محجوزًا من بعض فئات من إخواننا القادمين من بلدانهم، وكذلك من العاملين في المملكة؛ ومعهم أمتعتهم ومستلزماتهم الشخصية. فقد أصبح المسجد الشريف لهم شبه «فندق» يسكنون فيه، ويضعون فيه أمتعتهم. وما أكثر المحسنين -نسأل الله أن يتقبل منهم- الذين يُوفِّرون لهم وجبة الإفطار حيث يصلي هؤلاء ويسكنون، بالإضافة إلى وجبات العشاء والسحور التي تُقدَّم في ساحات المسجد الخارجية.

ومن المناظر المؤذية غير المقبولة نومهم وتمددهم في مواضع الصفوف، حتى أن بعض الذين رأيناهم يغطون في نومٍ عميق يعلو فيه الشخير، فإذا ما قامت الصلاة، قام أحدهم وصلَّى مع الجماعة. وبعض فئات منهم يجهلون الدين وأركانه، ولا يتسمون بالنظافة الشخصية، ويُزاحمون بسلوك يُضيّقون به على الناس، فيُذهِبُون خشوعهم وسكينتهم.

وكأن ذلك ليس بكافٍ، فقد قرأنا في الصحف أن عدد الذين تم التصريح لهم بالاعتكاف في المسجد النبوي الشريف قد بلغ سبعة وعشرين ألفًا، فما بالك بغير المُصرَّح لهم. ومن الملاحظ أن المعتكف يشغل مكانين إلى ثلاثة أماكن للشخص الواحد، بالإضافة إلى التجاوزات التي يفعلها بعضهم، كوضع الأمتعة من مخدات وبطانيات وأحذية على فتحات التكييف وغيرها.

أعتقد أن الرئاسة العامة للحرمين الشريفين تعلم كثيرًا مما ذكرت وأكثر، ونأمل بأن تأتي بحلولٍ سريعة وقوية لإعادة المسجد النبوي مكانًا للعبادة، وليس فندقًا للسكن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store