Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

سوق عكاظ: من أيدٍ أمينة إلى أيدٍ أمينة

A A
وفقني الله تعالى بأن كنت أحد المشتغلين والمهتمين بالأدب والثقافة والفكر، ممن تابعوا نشاطات وفعاليات سوق عكاظ، الذي أعاد إحياءه أمير الأدب والفكر والإبداع والفن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين، أمير منطقة مكة المكرمة، وذلك منذ مولدها الجديد قبل أحد عشر عامًا، فقد تابعت مولدها ونشأتها واشتداد عودها حتى أصبحت ملء السمع والبصر، وباتت في دورتها الحادية عشرة هذا العام 1438هـ، أشبه بمدينة متكاملة بكل ما تعنيه الكلمة، مساحة وتنظيمًا وخدمات متكاملة ومرافق عصرية وتجهيزات خدمية وأمنية، وطرقًا فسيحة ممهدة ومساحات خضراء، ناهيك عن القاعة الكبرى: قاعة خالد الفيصل، والقاعات الفرعية، والخيام، وعكاظ المستقبل، والجادة المرصوفة، والمتاجر المرصوصة، والإضاءات (الستاديومية)، وقبل ذلك كله أجواء الفرح والبهجة وتوافد الناس عليها زرافات ووحدانا توافدًا لم أرهُ في أي مكان آخر في العالم في المدن الترفيهية، بما في ذلك مدن كديزني أو يونيفرسال ستوديوز في أمريكا. أقولها دون مبالغة لأني زرت تلك المدن الترفيهية العالمية عشرات المرات ولا ينبئك مثل خبير، وذلك شأن خالد الفيصل في كل ما أسسه وبناه وسيّره خلال عمره المديد بإذن الله، يؤسس ويبني ويسير ويضع الخطط الاستراتيجية بعيدة وقصيرة المدى، ثم يسلم الراية لأيدٍ أمينة، وهكذا دواليك، مازالت منطقة عسير كلها عمومًا وأبها البهية خصوصًا تنعم بكل المرافق والمشروعات التي أسسها وبذل فيها الجهد والوقت والمال بإخلاص وتفانٍ، ويجد كل من يرتادها من المصطافين والزوار بغيتهم من الترفيه والمتعة والخدمات العصرية المنقطعة النظير، وأنا واحد منهم، وشهدت بأم عيني كل تلك المرافق الكبيرة على مدى سنوات حين كنت أشارك في الإشراف على اختبارات الانتساب في أبها التي تعقدها جامعتي جامعة المؤسس، وكدأب خالد الفيصل، ها هو يسلم الراية لأيدٍ أمينة للإشراف على سوق عكاظ لتتابع مسيرتها بكل النجاح إلى تحقيق الغايات والأهداف المستقبلية بعد أن وضع لها ابن الفيصل كل الأسس والمقومات والبرامج والآليات، عكاظ اليوم في دورتها الحادية عشرة أصبحت تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ، وما أروع ما حدث في حفل افتتاح الدورة الحادية عشرة ليلة الأربعاء 18 شوال من رفض سمو الأمير سلطان بن سلمان لعبارة «مطلق سوق عكاظ» في حضرة الفيصل، إمعانًا من سموه في حفظ الفضل لأهل الفضل، وحق الريادة للرواد والمؤسسين كيف لا وهو ابن سلمان، ومن يشابه أبَاهُ فما ظلم، وعليه أوقف سمو الأمير سلطان كلمة مقدم الحفل، ووجه بالانتقال إلى فقرة التكريم مباشرة، وكان من أهم وأجمل فقرات الحفل الفيلم المصور الذي يحكي مسيرة سوق عكاظ منذ انطلاقته عام 1428هـ، وتلاه تكريم مؤسس عكاظ سمو الأمير خالد الفيصل. كما كانت لسمو الأمير سلطان بن سلمان كلمة مصورة بثت في الحفل تضمنت الكثير من عبارات الثناء والتقدير لجهود الفيصل الاستثنائية في جعل سوق عكاظ مرفقًا سياحيًا سعوديًا رائدًا قبل أن تكون معلمًا سياحيًا عالميًا بكل المقاييس وتستمر مسيرة عكاظ بعد أن انتقل الإشراف عليها من أيدٍ أمينة إلى أيدٍ أمينة، وتقدم في دورتها الحالية عديد المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية على مدى أحد عشر يومًا، إضافة إلى المسابقات الثقافية والمسرحيات، والجولات السياحية للمشاركين، ومما يثلج الصدر في هذه الدورة أن معظم الفائزين بجوائزها هذا العام كانوا من السعوديين والسعوديات.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store