Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

مدير قروب !!

A A
· لو كنت أعرف ( جان كوم ) مبتكر برنامج ( واتس آب) لقبّلت رأسه، عرفاناً بما قدمه هذا (النشمي الأوكراني ) للعرب من خدمات؛ لا يعرف قيمتها الّا من عرف التركيبة النفسية والفكرية للشخصية العربية، وحبها العجيب للرئاسة والتسلط والتحكم في رقاب الناس ! .. فالبرنامج (فشّ) الكثير من تورمات بعض العرب وامتص ( كلاكيعهم) ، حين صار بإمكان أي أحد - وخلال دقائق- أن يصبح ( رئيساً ) ولو على (أمِّه وأخواته) أوعلى مجموعة من زملائه، يضيفهم ( بسيف الحياء) ليمارس عليهم كل سلطات وتشوهات (شيخ القبيلة) ، فيهدد ويرعد ويزبد ، ويخلع العطايا والمنح ، وعلى الجميع السمع والطاعة .!

· ورغم اقراري بوجود الكثير من (القروبات) المثمرة والمتحضرة ، إلا أن الاندفاع الكبير نحو ممارسة التسلط الإلكتروني ،هو نتيجة طبيعية للجهل ،ولما تعرض له العربي من قمع طوال قرون ، وما مورس عليه من دكتاتورية منذ زمن النعمان بن المنذر! . ربما سمعت -عزيزي القارئ -عن الإدارة بالحب ، أو الإدارة بالتحفيز ، لكنني أجزم أنك لم تسمع أبداً عن (الادارة بالحياء) أو ( الإدارة بالميانة ) إلا إن استيقظت ذات يوم فوجدت نفسك ضمن مجموعة لا تقدم لك شيئاً من المعرفة أو التنمية الذاتية ، غير حفنة رسائل مستنسخة ترهقك في حذفها، و تحت إدارة أحد مهووسي الزعامة الذين يقال إن أحدهم طرد نسيبه من (قروبه) فانتقم الأخير بطرد ( أخت سعادة المدير ) من البيت ! .

· نوادر وطرائف مدراء ( القروبات) كثيرة ، ولو كان ( عمّنا) الجاحظ موجوداً لجمع منها أكثر مما جمع من نوادر المعلمين والبخلاء . يقال إن امرأة خطبت إحدى المعلمات لابنها الذي لا يجيد شيئاً غير النوم بالنهار، والسهر والثرثرة بالليل ، ولما سألت الفتاة عن عمل (الخطيب) ، أجابتها الأم بفخر : «إنه مدير لأكثر من خمسين شخصاً «، فوافقت (المُسيكينة) اعتقاداً أنه شخص مهم ، لتكتشف بعد الزواج أنه مجرد (مدير قروب) على خمسين شخصاً و ( ضايفهم بالقوة بعد) !

· يومياً وقبل أن تنام تذكَّرأن تستعيذ بالله من همزات الشياطين ، ومن إضافات بعض مدراء القروبات !.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store