Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

مسلسلات الأطفال لإعداد جيل المستقبل

A A
مع تعلُّق الناشئة منذ الصغر بقنوات الأطفال لما تعرضه على مدار الساعة من أفلام كرتونيَّة، وسهولة وصول أيديهم إلى الهواتف الذكيَّة والآيباد، وقدرتهم الفائقة على حفظ كلمة السر (باسورد)، وفتح الشاشة، والضغط على موقع اليوتيوب لاختيار المناسب لهم من تسجيلات الباتمان والديزني وخلافه من التسجيلات، ومتابعة اختياراتهم بشوق وشغف، فقد فقدت كلٌّ من الوالدة والجدَّة دورها في حكايات ما قبل النوم للأطفال. مع تقدُّم التقنية وووسائل التواصل، لم يعد لتلك الحكايات التي أكل عليها الزمن وشرب لقدمها ولا جديد فيها دور في حياة الجيل الحديث، ولم تعد تجذب اهتمام الناشئة.

ويبدو أنَّ اهتمامات منتجي قنوات الأطفال الفضائيَّة مركّزة على ما يُنتج من مسلسلات كرتونيَّة التي كانت بدايتها (هايدي الياباني)؛ مسلسل الرسوم المتحرِّكة الذي أنتج عام 1974 وتُرجم إلى العديد من اللغات، ولقي قبولًا ومتابعة من الصغار والكبار. ثمَّ تبعه العديد من المسلسلات التي تفوقت كمًّا ونوعًا على برامج الأطفال المصوَّرة التي كانت تبثُّها قنوات الأطفال العربيَّة. ومع ذلك، فغالبيَّة ما يُعرض من هذه المسلسلات الكرتونيَّة، حتَّى الناطقة باللغة العربيَّة قليلة العدد، وليست بالمستوى الذي يشدُّ انتباه الأطفال أو يخدم الثقافة والتراث، وتأهيلهم نفسيًّا لما قد يكون عليه مستقبلهم.

في الوقت ذاته، تفتقر دور الحضانة التي ترعى الأطفال من عمر السنتين وما فوق إلى وسائل إيضاح وتثقيف تواكب عصر التقنية الذكيَّة وتشدَّ انتباههم إلى تراثهم وما ينتظرهم في مستقبلهم القريب والبعيد، ويغنيهم عن متابعة مسلسلات غريبة عن واقعنا وتطلُّعاتنا للمستقبل. وهنا يأتي دور المُشرفين على إعداد البرامج التعليميَّة والتثقيفيَّة لتنشئة جيل يستمدُّ من التراث ثقافة لضمان جيلٍ تكون ثقافته العصريَّة وطنيَّة مواكبة للحضارة الإنسانيَّة في عالمٍ أضحى قرية كونيَّة.

إنتاج مسلسلات تثقيفيَّة شيَّقة وممتعة للناشئةِ، ضروري وأساسي في بناء جيل المستقبل. وإذا كان العلم في الصغر كالنقش في الحجر، يبقى طوال العمر ولا يزول، وكذلك مسلسلات الأطفال لتكون عماد ثقافتهم وتراثهم إلى الأبد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store