Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الموت انتحاراً أو إرهاباً!!

ملح وسكر

A A
سؤال الإرهاب هو الذي يبدو سائدًا منذ حين. ومع ذلك فلا تكاد تتفق دولتان على تعريف هذا المصطلح الذي ما زال غامضًا ومبهمًا، بمعنى أنه ليس واضحًا مثل المصطلحات الاقتصادية أو التقنية. ولذا يصعب الاتفاق على تبني مسطرة ثابتة واحدة يُقاس بها الإرهاب، أو يُواجه به قبل حدوثه.

ومع كل هذا الاهتمام غير المسبوق بهذا الداء العضال، إلا أن الواقع يثبت بالأرقام التي لا تخطئ أبدًا أن هذا الخطر هو أقل وسائل الموت انتشارًا، أي أن احتمال موت بريء بخطر الإرهاب أقل من احتمال موته بكثير من أسباب الموت الشائعة في عصرنا الحاضر.

وفي عدد صحيفة يو. إس. توداي. الأمريكية (12 يوليو) نُشر تحقيق يقارن بين احتمالات الموت في الدول الغربية بستة أسباب مختلفة، هي الانتحار، موجات الحر، ركوب الدراجة/ الألعاب الرياضية المائية، ابتلاع مواد سامة، القتل، والإرهاب.

وحظي الانتحار بأعلى احتمال، إذ بلغ احتمال الموت انتحارًا 433 ضعف احتمال الموت بالإرهاب، وبلغ احتمال الموت بموجة حر 85 ضعف احتمال الموت بالإرهاب، واحتمال الموت أثناء ركوب الدراجة أو ممارسة لعبة مائية رياضية يساوي 50 ضعفًا، واحتمال الموت تسممًا يساوي 39 ضعفًا، في حين يبلغ احتمال الموت قتلًا 32 ضعفًا.

انظروا إلى الرقم الأول لتُدركوا أي دركٍ بائس بلغته الحضارة الغربية المعاصرة، فإنسانها غير مستقر لدرجة أن احتمال قتل نفسه يساوي 433 ضعف احتمال تعرضه للقتل بسبب عملية إرهابية حسب التعريف الغربي لها. وهو بالطبع تعريف مطاط لا يستقر على حال، إلا حال المصلحة مهما تعارضت مع المبادئ والقيم والمثل التي ينادون بها ويفاخرون دول العالم الثالث بها.

طبعًا هذا لا يعني أبدًا الاستهانة بداء الإرهاب وعواقبه ومآلاته، ذلك أن مواجهته مسؤولية جماعية وفردية وإنسانية، فمجرد حدوثه يشيع ظلالًا كبيرة من الخوف والرعب وعدم الاستقرار في المجتمع، على عكس الحوادث الأخرى التي يغلب عليها طابع القرار الفردي المجرد ولو من الناحية الشكلية.

أما أسوأ أنواع الإرهاب وأشده، فذلك الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني بحجة محاربة الإرهاب الذي يقلقه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store