Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

ما بعد طائرات الجيل الخامس!

ملح وسكر

A A
الطائرة الحربية الأمريكية ف-35 هي آخر العنقود في سلسلة الطائرات المقاتلة ذات المهام المتعددة، أو ما يُسمى بطائرات الجيل الخامس. ولأن استخدامات التقنية قد تسارعت، ولأن المنافسين يحاولون اللحاق أو حتى التجاوز، ولأن هذا هو ديدن السياسة الأمريكية، فقد اعتمد لهذا البرنامج الذي بدأ في أواخر القرن المنصرم قرابة 400 مليار دولار، زادت إلى 406 مليارات دولار. وهو البرنامج الحربي الأكثر تكلفة في تاريخ هذا الكوكب.

وللعلم، فإن إنتاج هذه الطائرة لا زال يمر بصعوبات فنية رغم أن أول نسخة منها حلّقت قبل 11 سنة، وبرغم أنها باعت عدة مجموعات من النموذج الأول منها، وهو الذي يقلع ويهبط مثل الطائرات الحربية الأخرى. ومن الزبائن الذين حصلوا عليها كوريا الجنوبية وإسرائيل.

الطريف في الأمر، ومع كل هذه التكلفة الجنونية، فإن خبراء السلاح الجوي يؤكدون أن ف-35 ستكون آخر العهد بالطائرات المأهولة، أي التي يقودها طيار بشري. هؤلاء يؤكدون أن المستقبل سيكون للطائرات الحربية بلا طيار، وأن قدراتها ستكون فائقة، في حين ستنخفض تكاليفها بصورة واضحة، ولعلَّ من أهم أوجه خفض نفقاتها الحفاظ على حياة الإنسان الذي ستنعدم الحاجة إلى خدماته المعتادة داخل الطائرة.

طائرات المستقبل ستكون أحد أهم إفرازات التقنية الحديثة، ولذا فإن من امتلكها بجدارة سيكون الجدير بكل حفاوة. وحروب المستقبل لن تعتمد فقط على السلاح والعتاد ووسائل الاتصالات المعتادة، بل ستكون حروبًا إلكترونية بجدارة كذلك. ليس من المهم أن تتخرج أجيال من الطيارين الحاذقين، بقدر ما يُبنى جيل من المهرة القادرين الذين يجيدون برمجة تطبيقات ذكية متقدمة تُدار بها المعارك الحربية بدءاً بالتشويش على اتصالات العدو، وانتهاءً بإرباك أسلحته وتشتيت قدراتها والتمويه عليها والتصدي لها إلكترونيًا. وعندها لا يلزم توفير أسلحة مكلفة، ولا الخضوع لشروطٍ مجحفة من أي دولةٍ كانت.

الأمة اليقظة هي التي تُحسن التنبَّه للمستقبل مبكراً، فتجمع قوى العقول القادرة فيها، لتستمع إليها محاورة ومشاورة ومقدرة لجهودها ومكانتها، ولتستخرج كل كوامن الحكمة والإبداع والتفوق لديها، ولتمضي على بركة الله متوكلة عليه غير معتمدة على غيره.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store