* ما قـد يغيب عن الـمَـشـهَـد والذاكرة أن (محافظة العُـلا) من أوائل الـمُـدن السعودية التي كان فيها (مَـطَـار)، وكان ذلك قبل (60 سنة تقريباً).
* يؤكد ذلك خبر نشرته (صحيفة المدينة في عددها رقم 718، وتاريخ الأحد 22 جمادى الثانية 1377هـ، الموافق 12 يناير 1958م)؛ وفيه تحت عنوان رسالة الـعُــلا: (وصَـل الأستاذ عبدالسلام سرحان ضابط المطارات، وقد اختار الأرض المناسبة لإنشاء مطار العُـلا، على بعد كيلو مترات منها، وقد مُـهِّـدَت الأرض، وأُدْخِـلَـت عليها بعض الإصلاحات التي تسمح بالهبوط والارتفاع، كما حُـدِّد المطار، ووُضِـعَـت فيه العلامات، وبعـد ذلك أقلع الأستاذ عبدالسلام إلى جـدّة لإكمال بقية الإجراءات، والمعتقد أن أول طائرة ستهبط في مطار العلا سيكون في الشهر الحالي ...).
* وفعلاً هبطت في المطار (ثلاث رحلات فقط)؛ كانت أولاها (يوم الثلاثاء 29 جمادى الثانية 1377هـ)، توقف الأمر بعدها؛ وهذا ما تـرصده شكوى بعض (أهالي العُـلا) التي بَـثّـتها (صحيفة المدينة في الـ 4 من ذي القعدة 1377هـ)؛ وقـد بقي الوضع على حاله حتى افتتح هناك مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز عام 2011م!
* تلك المعلومات أنقلها من الصديق العزيز الباحث التاريخي المهتم بإرشيف الصحافة السعودية (الأستاذ عبدالله بن ناصر العمراني)؛ وفيها تأكيد على أن اهتمام الدولة بـ (محافظة العُـلا) قَـديم وراسخ، ولكن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي صَـدر مساء الخميس الماضي، والذي قضى بإنشاء (هيئة ملكية لمحافظة الـعُـلا)، برئاسة ولي العهد جاء مختلفاً ومؤكداً على أهمية الموروث الثقافي والحضاري لتلك المحافظة؛ والسعي الجاد لإبرازه، واستثماره وفق خطط إستراتيجية وإمكانات كبيرة، ومسارات تحمل الخير والتنمية لأبناء المنطقة، بل والمملكة.
* وليكون ذلك رافداً مهما لتحقيق التحول الوطني، ورؤية 2030م في مجالات الثقافة والسياحة والاقتصاد؛ وما أرجوه تناغم القطاع الخاص مع تلك التوجهات، وكذا أن تـبادر جامعتا طيبة والإسلامية بإطلاق برامج دراسية لأبناء المنطقة تخدم سوق العمل في تلك الهيئة الوليدة.
* أخيراً أشكر الأستاذ عبدالله العمراني على ما خصّـني به من معلومات قَـيّـمَـة، وكم أتمنى الإفادة من الوثائق أو الكنوز التي يمتلكها؛ فهي تحتفظ بصفحات مهمة من تاريخنا، وإرشيف إعلامنا.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
