Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

التخصص للحفاظ على أمن الدولة

A A
من الأسس التي تؤكد عليها رؤية السعودية 2030 رفع معدلات كفاءة الإنفاق ورفع مستوى كفاءة الأداء لأجهزة الدولة، والتغيير والتطوير غدا السمة الرئيسية للدولة فقد شملت القرارات الملكية والتي صدرت خلال العامين الماضيين معظم القطاعات والوزارات في الدولة وكانت تحرص في معظمها على إزالة التقاطعات بين الجهات الحكومية والتخلص من الترهلات والإضافات بين الوزارات واللجان والهيئات وتوحيد الاتجاه من خلال مخططات مرحلية مرتبطة بجداول زمنية لتسير كافة منظومة الجهات الحكومية في اتجاه واحد نحو المستقبل.

لم تركز تلك التوجهات على القطاعات الاقتصادية أو الاجتماعية فقط بل شملت أيضاً القطاعات الأمنية والقضائية ، فقبل فترة وجيزة استحدث مسمى النيابة العامة بدلاً من مسمى هيئة التحقيق والادعاء وأعطي ذلك الجهاز استقلالية تامة وارتباطاً مباشراً بالملِك مما ساهم في إعطائه دفعة قوية لتأدية دوره بأكمل وجه ، وبالأمس أعلن عن إنشاء جهاز رئاسة أمن الدولة وربط كل الجهات المعنية بالأمن بذلك الجهاز في خطوة تعزز من مفهوم دولة المؤسسات والأمن الشامل كما تساهم في تمكين وزارة الداخلية من تقديم خدمات أفضل للمواطنين والمقيمين في كافة القطاعات التابعة لها ، فيما يركز جهاز رئاسة أمن الدولة على مكافحة الإرهاب أمنياً واستخباراتياً ومراقبة تمويله كما يساهم تأسيس مثل هذا الكيان في ترشيد إنفاق الدولة وتحقيق نمو اقتصادي وتحسين ميزان المدفوعات وتقليل الاعتماد على الواردات ورفع كفاءة العمل وزيادة الإنفاق على الخدمات الاجتماعية .

إعادة هيكلة وزارة الداخلية أصبحت مطلباً ملحاً فالقطاعات التي كانت تضمها الوزارة متعددة منها على سبيل المثال إمارات المناطق وشؤون الوافدين والأمن العام ( المرور والشرطة ) والدفاع المدني وقوات الأمن الخاصة والمديرية العامة للمباحث والأحوال المدنية والجوازات والسجون ومركز المعلومات الوطني ومركز أبحاث الجريمة وقوات أمن المنشآت ومكافحة المخدرات وحرس الحدود والقيادة العامة لطيران الأمن وغيرها من القطاعات الأخرى مما جعل الوزارة مجموعة وزارات تحت سقف واحد ، وإنشاء جهاز أمن الدولة سيساهم في تخفيف الضغط على الوزارة وعدم وجود مركزية مع استقلالية ومرجعية مباشرة لمجلس الوزراء مما يحقق المزيد من الأداء الفعال والمميز لهذه الأجهزة الأمنية المهمة، وذلك كما هو موجود في أفضل الممارسات المطبقة عالمياً .

رئاسة أمن الدولة ستساهم في وجود كيان قوي ومتخصص لمكافحة الفساد ومحاربة الإرهاب وسيكون له أثر أمني ومعلوماتي خصوصاً وأن من تم اختياره لرئاسة هذا الجهاز رجل متخصص في هذا المجال وقد سبق له أن تتلمذ على يد ( نايف الأمن ) ويسعى لتأسيس ثقافة تقوم على العدل في العمل من خلال التدريب والتأهيل في أساليب المراقبة والضبط والتخصص في حماية أمن الدولة .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store