Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«ميعاد المعاقة» تعيش دوامة الألم بين أب سجين وأم راحلة

No Image

A A
لم تكن هذه الأسرة تتوقع أن الأيام تنسج لها مصيرًا مأساويًا داميًا وتدعوها لمشوار حياة غريب ومختلف يبدأ بسجن الأب، وينتهي بوفاة الأم والابن الصغير.. وما بين الفواجع المخيفة تبقى «ميعاد».. المعاقة والمصابة بالتوحد في حيرة تتابع السيناريو المخيف ولا تستطيع التصدي لفصوله المخيفة. القصة، التي عاشتها الأسرة المكونة من الأب والأم و8 أطفال بدأت منذ أكثر من عام، عندما صدر حكم قضائي على الأب بسداد 420 ألف ريال بعد قيامه بكفالة بعض الأشخاص وديون تراكمت عليه.. أدخل الأب سجن خميس مشيط بمنطقة عسير، ومرت الأيام والشهور والأسرة تعاني من فقدان الأب.. طفلة صغيرة معاقة تحتاج إلى المراجعات المستمرة وأبناء وبنات يدرسون في المدارس يحتاجون إلى رعاية الأب،

هكذا استمر حال الأسرة طيلة عام كامل، وبعد أن دخل رمضان نشطت أم الأطفال في محاولات من أجل إخراج زوجها من السجن العام لعل وعسى أن يعطف عليه أحد في الشهر الكريم.. مرت عليها أيام رمضان ولياليه بشكل سريع وهي تتنقل من هنا وهناك لعل وعسى أن يكون من المشمولين بإطلاق السراح بسداد دينه.. لكن كل المحاولات باءت بالفشل.. قررت الزوجة «تغريد» الذهاب إلى الرياض مهما كلفها الأمر لعل وعسى أن تصل إلى نتيجة لإخراج زوجها من غياهب السجن.. قطعت مسافات برفقة سائق خاص ومعها إحدى قريباتها وابنتها الصغيرة واثنين من أبنائها، وقبل الوصول إلى المقصد المنشود «الرياض»، تعرضت لحادث مروري أدى إلى انقلاب السيارة لتفقد الأم وابنها. الصغير (حسين) خمس سنوات حياتهما فورًا فيما أصيب ابنها الآخر وابنتها ومرافقتهم بإصابات مختلفة.. لتنتهي فصول محاولات الزوجة، التي يندر مثلها في إطلاق سراحه من السجن.

وقع الحادث لتبدأ فصول أخرى من فصول المأساة.. وتدخلت بعض الجهات، على رأسها أحد القضاة، الذي وجه خطابًا بإطلاق الزوج من السجن لمدة عشرة أيام مقابل الكفالة المعتادة ليقضي هذه الأيام في حزن على زوجته التي ذهبت ضحية قيامها بواجب إنساني، أما أبناؤها وبناتها وكلهم صغار، كما تتجلى المأساة في الطفلة «ميعاد» حيث ما زالت تسأل هنا وهناك عن شيء فقدته فجأة.. أب غائب وأم راحلة.. هل تنتهي هذه القصة بتوديع الأب السجن نهائيًا.. ربما ففي بلد الخير لا ينقطع الخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store