Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثقافة الاختلاف

No Image

A A
الاختلاف في الرَّأي سمة العقول الناضجة، ودليلٌ على فهم القضايا المطروحة، ففي بعض الحالات عندما يختلف الشخص مع صديقه في أمرٍ ما، تبدأ بينهما المناقشة عاديةً، ثم تتحول إلى جدل، والجدل إلي شقاق، ويقسم كل منهما على مقاطعة الآخر بأغلظ الأيمان، بينما سبب الخلاف بسيط.

وهكذا نفتقر في أغلب الأحوال إلى ثقافة الاختلاف، إنَّ الاختلاف بين البشر أمر طبيعيِّ فقد خلق الله عزَّ وجلَّ النَّاس مختلفين ولا يزالون كذلك، فليس كل ما تراه صحيحًا هو في نظر الآخرين كذلك.

والذي يحزنني كثيرًا عندما أسمع ما يدور بين أبناء المجتمع الواحد، وخاصة ممن يدعون أنَّهم أصحاب ثقافة، حيث تظهر في أغلبية مجتمعاتنا العربية ثقافةٌ يسودها الخلاف بمعنى الشِّجار، فتظهر نتيجةٌ واحدة تؤكد أنَّ طبيعة أولئك البشر تحمل من مشاعر العدوانية، ما يجعلهم في حالة خلافٍ مع كل فكرٍ مخالف لهم.

إنَّه من الجميل أنْ نتحاور دون إقصاء، وأن نقضي على كل أشكال التَّعصب والعنف، ونسعى إلى إشاعة قيم التسامح، خصوصًا لدى الأجيال الصاعدة التي لا ينتمي الكثير من أفرادها اليوم للحوار؛ لأنهم نشأوا في غيابه، واعتادوا على ثقافة اللون الواحد.

فلولا الاختلاف في أنماط التفكير، لما تطور الإنسان؛ لذا يجب علينا أنْ نغرس في أجيالنا من الصِّغر ثقافة الحوار، واحترام حرية الرَّأي، وأن الاختلاف يجب ألَّا يفسد للود قضية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store