تُراب!!

أعجبني قول سمعته مؤخراً في فيديوتيب أرسله لي الصديق زين أمين يقول: «إذا جال في ذهنك يوماً ما أن العمل لن يسير إلا بوجودك.. فأنصحك أن تأخذ إجازة فورية»!!

والإجازة هنا ليست حزم حقائبك والتوجه لمنتجع سياحي، ولكن:

· إجازة من تفكيرك السقيم الذي يوحي لك بأنك مركز الكون، وأن لا شىء يتم إلا بوجودك، وإذا غبتَ انهارالعمل وتوقف.

·إجازة من الأهمية التي تعطيها لنفسك دون ما سبب إلا غروراً كاذباً ، وسراباً خادعاً يصور لك أشياء غير حقيقية، تصدقها أنت .. حتى لو رأى مَن حولك عكس ما تراه في نفسك.

· أنت في الواقع لا شىء .. مجرد ذرة غبار .. تختفي بمجرد نفخة في الهواء، وستمضي الحياة في غيابك، وربما تمضي أكثر سلاسة بعدم وجودك فيها.

أنا شخصياً من هذه المدرسة، ولا أقصد تلك التي يؤمن أصحابها أنهم مركز السلطة والإدارة، وأنهم في قمة العبقرية التي دونهم لا يمكن أن يتم شىء، بل من تلك التي تؤمن بأن وجودنا لا يؤخر أو يُقدم!!

أنا من المدرسة التي تعكف على وضع قواعد العمل، بعد استيعابها من العاملين حولي ومناقشتها معهم، وتحديد صلاحيات الإدارات والأقسام ومديريها وتفاصيل عمل كل موظف في الإدارة تقريباً، ثم رسم خريطة عمل، وأهداف ينبغي تحقيقها، ومهام ينبغي إنجازها .. أضعها أمام العاملين وأترك لهم طريقة إنجازها مع الإشراف من بعيد .. ثم أحكم في النهاية على تحقيق الأهداف النهائية، وبعدها يبقى وجودي .. أو غيابي سواء.

لذا أعجبتني العبارة التي توَّجتُ بها مقالي اليوم.. فأنت وأنا وغيرنا مجرد ذرات تراب .. تذروها الرياح.

#

نافذة:

«وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ»

[ الروم : 20 ]