Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عاصم حمدان

الإرهاب الإسرائيلي من فندق الملك داود إلى الأقصى

رؤية فكرية

A A
* لا يُعدُّ القتل والحرق والتدمير أمرًا شاذًا وغريبًا على الكيان الإسرائيلي، ففي الإصحاح 6-7، تصدمك العبارات المليئة بالحقد والضغينة على الآخر، حيث تقول نصائح هذا السِّفر الديني اليهودي: «وإذا أدخلك الربُّ إلهك الأرض التي أنت صائر إليها لترثها، استأصل أممًا كثيرة من أمام وجهك، فلقد أسلمهم الرب إلهك بين يديك فأهلكهم، ولا تقطع معهم عهدًا، ولا تأخذك بهم رأفة ولا تصاهرهم، بل كذا تصنعون بهم: تنفضون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون غاباتهم وتحرقون تماثيلهم بالنار»، بل إن الطبيعة اليهودية والصهيونية يتأصل فيها مقابلة المعاضدة والمؤازرة بالنقيض، ففي حقبة الانتداب البريطاني على أرض فلسطين العربية والمسلمة والتي كانت تعد لتسليم الحركة الصهيونية الأرض التي ليس لهم حق تاريخي فيها، قامت عصابة الأرغون الإرهابية Irgun- Zvi Leumi في شهر يوليو من عام 1946م بتفجير فندق الملك داود بمدينة القدس مقر القيادة العسكرية البريطانية، وقُتل في هذا الحادث الإرهابي الذي كان موجهًا ضد حلفائهم من الإنجليز ما يقرب من مئة شخص من بينهم عرب ويهود

وشخصيات عسكرية بريطانية.

وإنه لتفجعك تلك الازدواجية في السياسة الغربية عندما تسمع أن شخصيات سياسية غربية رفيعة تختار هذا الفندق

لإقامتها مدة وجودها في إسرائيل تزلفًا وتملقًا.

* لقد كان من بواعث قيام الكيان الصهيوني بقفل المسجد الأقصى أمام جموع المصلين من المسلمين، هو الصمت الغربي أمام تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، فقبل ما يقرب من عقدين من الزمن قام باروخ جولدشتاين أحد المتطرفين اليهود بإطلاق النار في الحرم الإبراهيمي وجرى بعد ذلك وبذريعة هذا الحادث الإرهابي تقسيم الحرم بين الطوائف الدينية المختلفة، وخرجت إسرائيل بنصيب الأسد من هذا الاتفاق، وهي بخطواتها التصعيدية الأخيرة تسعى لتقسيم الأقصى على

نفس النمط الذي جرى في الحرم الإبراهيمي.

* ولكن يجب أن نقر بأن العرب قبلوا بقرار «242» والذي صاغه مندوب بريطانيا آنذاك لدى الأمم المتحدة اللورد كوردون: Caradon دون أن يتضمَّن أي إشارة لمدينة القدس وأنها من الأراضي المحتلة مثل الضفة والقطاع، وهذا هو فارق أساسي من منظور أدبيات السياسة بين العرب وأعدائهم الصهاينة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store