Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

مقتضى الحال: تعاون لا تنافس!!

ملح وسكر

A A
قبل أسابيع قليلة أعلنت كل من شركة طيران «الإمارات» وشركة «فلاي دبي»، المملوكتين لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، إبرام اتفاق معزز للمشاركة في الرمز، يبدأ تفعيله في الربع الأخير من العام الميلادي الجاري. وقالت الناقلتان في بيان مشترك: (إن من شأن هذه الاتفاقية إطلاق تعاون بينهما على نطاق واسع، يوفر للعملاء خيارات سفر لا تُضاهى، لكن ستواصل كل ناقلة العمل تحت إدارتها المستقلة، مع الاستفادة من شبكة خطوط الناقلة الأخرى لتوسيع نطاق عملياتها وتسريع النمو.)

ولن يقتصر ذلك على المشاركة في الرمز، بل سيتضمن «التعاون في تحقيق تكامل شبكتي الناقلتين وجداول رحلاتهما»، مما يعني إتاحة الفرصة لعملاء فلاي دبي لمواصلة سفرهم بسلاسة إلى وجهات الإماراتية العالمية عبر قارات العالم الست، ويتيح لعملاء الإماراتية شبكة خطوط فلاي دبي الإقليمية.

لماذا يحدث هذا التعاون الآن فقط؟ ولماذا لم يكن من قبل؟ ليس شرطاً أن تكون الإجابات جاهزة وسهلة! لكن من الواضح أن للأوضاع الاقتصادية الحالية دوراً لافتاً في الخارطة الاقتصادية اليوم، ومن الحكمة التحرك سريعاً لمواجهة هذه المستجدات التي يُؤمل ألاّ تدوم طويلاً. صحيح أن هذا التعاون لا يبلغ درجة الاندماج، لكنه ليس بعيداً عنه، خاصة فيما يتعلق بتحديد أسعار التذاكر، وتقليص عدد الرحلات، إذ ستتراجع حمى المنافسة لتحل مكانها مغانم المشاركة.

ولعّله ليس سراً معرفة أن الناقلات الخليجية الكبرى، ومنها ناقلنا الجوي، قد طلبت عشرات (أو مئات) الطائرات الجديدة الحديثة، مما يعني توفر ألوف المقاعد الجديدة لوجهات حالية وجديدة. وعندما يتراجع الوضع الاقتصادي يتراجع الإقبال على السفر السياحي الذي يُعد المصدر الرئيس لواردات النقل الجوي. وعندها لا يكون قطاع النقل الجوي رابحاً في العموم، لأن السعات المقعدية المعروضة أكثر من المطلوبة بكثير، أي أن الفاقد فيها كبير. هنا تبرز فوائد هذا النوع من التعاون المثمر المربح للطرفين.

ويبقى السؤال ماثلاً بالنسبة لوضع ناقلاتنا الجوية الوطنية في المملكة! هل ثمة فرص لتعاون مماثل! أم أن التنافس هو شعار المرحلة، باعتبار أن الرابح هو المسافر، بغض النظر عن النتائج ؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store