Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الجمعية تصنع الليالي الفنية

الحبر الأصفر

A A
أُتَابع النَّشَاط المُتصَاعِد -يَومًا بَعد يَوم- لجَمعيَّة الثَّقَافَة والفنُون بجُـدَّة، وأَجده يَتزَايد شَهرًا بَعد شَهر، وسَنَة بَعد سَنَة.. وللأَمَانَة، فإنَّ هَذا التَّصَاعُد يُحسَب للصَّديق الدّكتور الفَنَّان «عمر الجاسر»، الذي يُحاول أَنْ يَستَفيد مِن كُلِّ طَاقَاتهِ البَشريَّة، وعَلَاقَاته الإنسَانيَّة، لكَي يَصنَع أُمسية هُنَا، أَو مُحَاضرة هُنَاك، رَغم شُحّ الإمكَانيَّات المَاليَّة، التي يَعرفها كُلُّ مَن هو قَريب مِن الحَقْل الثَّقَافِي أَو الفَنِّي؛ فِي مِثل هَذه الجَمعيَّات..!

وحَتَّى لَا أَكون مُبَالِغًا، لَكُم أَنْ تَتخيَّلوا أَنَّ الجَمعيَّة فِي أسبُوعٍ وَاحِد، أَقَامت حَفليْن تَكريميّين، الأَوَّل للفَنَّان اليَمني الكَبير «أحمد فتحي»، والثَّاني لصَوت العَرب وفَنَّانه، «محمد عبده».. والحَقيقَة أَنَّني لَم أَتمكَّن؛ مِن حضُور حَفل تَكريم الفَنَّان «أحمد فتحي»، لوجُودي خَارج المَملكَة فِي ذَلِكَ اليَومِ، ولَكنِّي ظَفرتُ وفُزتُ بتَكريم الصَّديق المُطرب الكَبير، «محمد عبده»..!

لقَد كَانت لَيلة تَكريم «أبونورة»، مِن اللَّيَالِي الخَالِدَة، لَيس فَقَط عَلى مُستوَى الحضُور، ولَا عَلَى مُستوَى التَّفَاعُل والتِّلقَائيَّة والبَسَاطَة، ويَكفي أَنَّه حَضر مِن المُوسيقيِّين أَصدقَاء كِبَار مِثل: طلال باغر، ومدني عبادي، وعبدالرحمن باحمدين، وعبدالله رشاد، وحسن اسكندراني، والفَّنَّان المُتوَاري «صالح خيري»، كَمَا حَضَر مِن الأُدبَاء والكُتَّاب والأَصدِقَاء، الأحبَّاء: «حمود أبوطالب، وعبده خال، وهاني الظاهري، وجميل فارسي، والشَّاعِر سليمان الصقعبي، والدّكتور محمد الحميدي، وغَيرهم مِمَّن يَغيبون عَن ذِهنِي لَحظة هَذه الكِتَابة..!

حَقًّا، لقَد كَانت لَيلَة فَاخِرَة بكُلِّ المَقَاييس، لأَنَّ «محمد عبده»؛ غَنَّى وتَجلَّى كعَادته، وبَعث لَنا رسوليْن، حَيثُ غَنَّى أَوَّلًا: «رَسولي قُم بلّغ»، وأَتبَعهَا بأُغنية: «أَسمع رَسول أَشوَاق قَلبي يُنَاديك»، ثُمَّ تَوَالَت طَربيَّات تِلك اللَّيلَة، بَين عَرض وطَلب ومَوَاويل حِجَازيَّة، استَدعَت التَّاريخ فِي جُغرَافيَّة مَكان تِلك اللَّيلَة..!

لقَد نَقلنَا «محمد عبده» -فِي تِلك اللَّيلَة- مِن ذَاك المَكَان إلَى كُلِّ «الأمَاكِن»، وكُلَّمَا حَاول الانصرَاف، وإنهَاء لَيلة التَّكريم، حَاصره المُحبُّون والأَصحَاب قَائلين لَه: «مَاكو فَكَّة»..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: شُكرًا للجَمعيَّة وأَعضَائها، الذين جَمعونَا بالأحبَاب وأَهل الطَّرَب، مِن الأَصدقَاء والأصحَاب، ولَعلَّ مِثل تِلك اللَّيلَة؛ تَكون فَاتحة لليَالِي الأُنس فِي جُـدَّة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store