Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

اقرأ على مديرك هذا المقال

A A
· هل تساءلت يوماً عزيزي القارئ : لماذا تنخفض الانتاجية في المؤسسة التي تعمل بها؛ رغم تشدد المدير في مسألة الحضور والانصراف ؟!، ولماذا تنتشر ثقافة التهاون - حتى لا أقول التسيب - في العديد من المؤسسات والإدارات الحكومية رغم تواجد منسوبيها طوال فترة الدوام ؟! .

· حسناً .. الأمر كله يعود الى ما يسمى (بالولاء المؤسسي) للموظفين، وهذا لا علاقة مباشرة له بمسألة الحضور و الانصراف ، بل يرتبط بقضية الرضا الوظيفي لمنسوبي المؤسسة.. فكفاءة أي موظف تعتمد -كما هو معروف - على عنصرين أساسيين هما : القدرة على العمل ، والرغبة فيه .. وإذا كانت القدرة تتمثل في ما يمتلكه الموظف من مهارات ومعارف ، فإن رغبته في العمل تأتي من بيئة وجو العمل التي تدفعه نحو تحقيق أهدافه الشخصية وأهداف المؤسسة ، وتتمثل هذه البيئة في عدالة الحصول على المميزات والترقيات دون الحاجة لمحسوبية أو واسطة ، مما يرفع من درجة رضا الموظف وولائه وحبه للمؤسسة ، وبالتالي زيادة أدائه وإنتاجه، وهذا ما تفتقده معظم مؤسساتنا للأسف.

· إن نجاح المدير لايقاس بمدى التزامه بضوابط وقوانين العمل ، هذه مهمة سهلة يستطيع أي أحد القيام بها ، أهم معيار لقياس نجاح الإدارة في أي مؤسسة هو تمكنها من صناعة بيئة عمل مريحة وهادئة وفاعلة للموظفين، والأهم أن تكون عادلة كي تضمن للمجتهد حقوقه، وتحفز المقصر على تلافي أوجه القصور، واللحاق بركب المميزين والمنضبطين.

· استشهدت في مقال سابق بنجاح اليابان في غرس ثقافة العمل والإنتاجية من خلال صناعتها لبيئات عمل يدرك فيها الموظف أن إجادة عمله هو الطريق الوحيد للترقي والصعود ، وأنه سيأخذ بقدر ما يعطي ، لا بقدر ما يمتلك من علاقات ومحسوبيات ، مما أنتج أجيالاً تعمل بكل اجتهاد دون حاجة لرقابة أو إشراف .

· أبلغ مديرك أن الصرامة والرقابة الدائمة مع موظف لا يشعر أصلاً بالعدالة، ولا بالرضا الوظيفي، ولا بالولاء لمؤسسته ،هو مجرد (سجن) ، وهدر للطاقات دون إنتاج حقيقي .. وإن لم تستطع مواجهته فـ (قصّ) هذا المقال وضعه على مكتبه .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store