Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

لكي تزداد سوق عكاظ تألقاً ونجاحاً

A A
«عشنا سوق عكاظ»!. تماهيًا مع إعلانات الطرق التي ملأت كل مدن وقرى المملكة التي استخدمت عبارة «عيش سوق عكاظ» التي علق عليها الابن الدكتور عادل خميس الزهراني الأديب العذب والشاب المهذب، وكان تعليقه لغويًا محضًا يتصل بعدم حذف حرف العلة من فعل الأمر «عيش»، الذي كان ينبغي أن يكون عِش، وناقش د.عادل هذه المسألة وافترض فيما افترض أن تكون عبارة عامية قصد منها جذب الزائرين إلى السوق على نمط إعلانات مشابهة مثل: «عيش اللحظة» وسواها. وهو الأقرب إلى الواقع في ظني، لأن واضعي الإعلان في الغالب لم تفتهم القاعدة اللغوية، ولكنهم آثروا أن يخاطبوا الجمهور بما يفهمه بسرعة ويلتقطه بسرعة، المهم إننا عشنا سوق عكاظ مع من عاشها واستمتعنا كثيرًا بعروضها وفعالياتها ومحاضراتها وأمسياتها الأدبية ومسابقاتها المتنوعة في دورتها الحادية عشرة التي انتقلت فيها من أيدٍ أمينة إلى أيدٍ أمينة كما ذكرت في مقالة سابقة فقد آل الإشراف عليها من إمارة منطقة مكة المكرمة إلى هيئة السياحة والتراث الوطني، وما تحدث عنه بعض الكتاب من جوانب القصور يمكن فهمه في ضوء حداثة تجربة الإشراف على السوق من قبل الهيئة، وعلى كل الأحوال كنا قد كتبنا مرارًا في دورات سابقة عن بعض جوانب القصور، وطرحنا مبادرات واقتراحات للنهوض بنشاطات السوق وتطوير خططها وبرامجها استجابة لما كان يطلبه بإلحاح مؤسس السوق الأديب الرائد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله، ولن أعرج على ما عرج عليه غيري من الكتاب فيما يخص استضافة المدعوين وما شابه، وسأتحدث عن بعض الجوانب الإجرائية والتنظيمية في سبيل الارتقاء بمستواها والمساعدة على تحسين أدائها، أولها وأهمها ما يتصل بالنشاطات الثقافية المنبرية التي أقيم معظمها في الخيمة الثقافية في السوق خلاف الأعوام السابقة التي شهدت إقامة الكثير منها في فندق الأنتر وجامعة الطائف، وأزعم أن إقامتها في السوق حال دون مشاركة الجمهور الكافي في حضور تلك الندوات والمحاضرات المهمة للغاية والتي شارك فيها أو في بعضها ضيوف من خارج المملكة مثل ندوة: «اللغة العربية في إسبانيا» التي كان معظم فرسانها من الإسبان والمغاربة وأدارها باقتدار الزميل الكبير سعادة الدكتور عبدالله الوشمي المشرف العام على مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية، ورغم أهمية هذه الندوة المنقطعة النظير، لم يحضرها من الجمهور إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، إذا استثنينا موظفي السوق والهيئة وسواهم. وإن كان بعد المكان سببًا مباشرًا في غياب الحضور، فإن هناك سببًا طبيعيًا وعاديًا وراء ذلك الغياب هو إعراض جمهورنا السعودي عن النشاطات الثقافية عمومًا، وهذا أمر نلمسه ونراه ونعرفه جيدًا خلال تجارب تمتد إلى أربعين عامًا في نشاطات الجامعات والأندية الأدبية والصالونات الثقافية، والحل هو أن تنسق هيئة السياحة مع جامعة الطائف مستقبلًا لنقل أعداد كبيرة من طلاب الجامعة وأساتذتها من الحرم الجامعي إلى مقر سوق عكاظ بشكل يومي وفي رحلات حافلات مكوكية، مع إلزام الطلاب بالحضور من قبل الأساتذة وإغرائهم بمنحهم خمس درجات «مثلًا» لكل من حضر فعاليتين «مثلًا» وكتب تقريرًا موجزًا عما استفاد منه من تلك الفعاليتين، وهذا ما نفعله كثيرًا في الفعاليات الثقافية بجامعة المؤسس ويترتب عليه امتلاء القاعات بالطلاب والأساتذة، كما يترتب عليه فوائد علمية وثقافية كبرى للطلاب، وبدون إجراء كهذا ستبقى قاعات النشاط الثقافي خاوية في الدورات القادمة، ولا يظن البعض أن الطلاب غير موجودين في الصيف إذ إن الآلاف منهم موجودون في الفصل الصيفي ومعظمهم من الخريجين أي من الطلاب المتقدمين الناضجين، ولو وفرت لهم وسائل الانتقال لحرصوا على الحضور لزيارة السوق، كذلك ومن الملاحظات المهمة جدًا أيضًا ضعف وسائل التواصل مع المدعوين خلاف ما كان يحدث في الأعوام السابقة إذ لم نتلق أي رسائل تذكير بمواعيد الفعاليات والندوات ومواعيد تحرك الحافلات كما كان يحدث بدقة بالغة في الأعوام الماضية، ولا يترك الأمر للضيف لاستعراض برنامج الفعاليات دون تذكيره، كما أن بعض الفعاليات المهمة الإضافية أقيمت دون إعلام الضيوف كمحاضرة لضيف جزائري أقيمت بجامعة الطائف.
تلك ملاحظات محب ومعجب بهذه السوق الرائعة التي لا يعدلها أو يوازيها مهرجان ثقافي داخليًا أو خارجيًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store