Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رحل شيخ جهينة.. وبقيت مواقفه

No Image

A A
رحل الشيخ طلال بن مسعد القاضي، شيخ شمل قبائل مالك من جهينة، مخلفًا وراءه سيرة عطرة تاركًا للأجيال من بعده فصولًا من رحلة ناجحة عنوانها الإخلاص والحب للوطن الكبير. وعلى الرغم من شهادة الآلاف ممن بكوا يوم رحيله وسجلوا شهادة العدل في حقه ووصفوه بـ»الشيخ المنصف» بل وتغنوا له بقدرته على جمع البيت القبلي تحت سقف من المحبة والسلام إلا أن هناك أسرارًا لم يعرفها الكثيرون عنه أكتبها اليوم وأنا على صدقها من الشاهدين.

فما من مناسبة وطنية إلا وكان أبو خالد سباقًا إلى الدعم والمبايعة مؤمنًا بأن كل خطوة تخطوها القيادة وكل قرار حكيم إنما يستهدف صالح الوطن والمواطن ليس هذا فقط، بل كان الوطن بكل ما فيه -قيادة وأرضًا وإنسانًا- قاسمًا مشتركًا في كل جلسة تجمعنا به وفي كل لقاء يضمنا معه.

هذه هي الحقيقة فلقد عاش محب ومخلص لوطنه، مؤكدًا على الدوام بأن القبيلة قلب الوطن الذى يستشعر فرحته ويشعر بأوجاعه.. كانت له مرئياته القوية وآراؤه الحاسمة في الإرهاب، ذلك الوباء الذي تعاني منه كل الأوطان. كان يصف هذه الفئة بالمارقة والضالة ويدعو لعودة الأبناء ممن غرر بهم الشيطان وأغواهم لحضن الوطن الكبير.

كان يلتزم بمنهج المناصحة الصادق ويرى أن الاعتراف بالخطأ بداية لحياة جديدة وأن الفرحة بعودة ابن ضال لكنف الوطن لا تعادلها فرحة.

هذه الوطنية التى تحكيها المواقف والأحداث وتشهد بها الآراء المحفورة في ذاكرة الجميع جعلت القيادة في أول صفوف المعزين في المصاب الجلل، حيث بادر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بتقديم برقية العزاء لأهالي الفقيد، كما بادر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل بالعزاء هاتفيًا لإيمانهم بأهمية الفقيد وثقل مكانته وقناعتهم بأنه اليد القوية في كل حدث وموقف.

ولأننى عاشق لمواقف الرجال كان لزامًا عليّ أن أكتب عن الرجل والرحلة معًا وأؤكد على السطور أنه مع إيماننا الكامل بقضاء الله وقدره إلا أن الرحيل أوجعنا والمصاب أفزعنا وظل عزاؤنا فقط أن المواقف حيّة لا تموت.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store