Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

محمد نجيب

A A
إذا كان افتتاح قاعدة (محمد نجيب) يُعد يومًا تاريخيًا للقوات المسلحة المصرية ويُمثل نقلة نوعية كبيرة في استراتيجية القوات المسلحة المصرية، فإنه يُمثل أيضًا لمحة وفاء من القيادة المصرية ممثلة في الشعب والجيش المصري لرجل مصري نساه التاريخ.

لذا إذا كانت القاعدة العسكرية هي أول قاعدة عسكرية متكاملة على أرض مصر، فإنها أجمل تكريم لرمز من رموز ثورة يوليو 1952.

****

وإذا كانت ثورة 23 يوليو، التي تحتفل مصر بها هذه الأيام، هي من أشهر ثورات التحرر الوطنية في دول العالم الثالث في مرحلة الخمسينيات أعطت زخمًا لثورات كثيرة بعدها، فإنها لم تسلم من فيروس الثورات التي سبقتها، أو التي لحقتها في التخلص من بعض أبنائها.. ليستقر الأمر في يد من يتمكن من الاستحواذ على السلطة والقوة والتأييد من باقي زملائه. وقد كان اللواء محمد نجيب، الذي اتخذه الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة أبًا لثورتهم، وجعلوه قائدًا لثورتهم وأول رئيس للجمهورية الوليدة، كان هو أول ضحايا هذه الثورة.

****

لم يكن يوم 14 نوفمبر 1954 يومًا عاديًا بالنسبة لمحمد نجيب، فقد كان هذا اليوم هو اليوم الأخير له كرئيس للجمهورية المصرية فقد قرر مجلس قيادة الثورة إعفاءه من منصب رئيس الجمهورية. ووجد الرجل نفسه بعيدًا عن السُلطة وخرج من قصر الرئاسة حاملًا المُصحف فقط، ليُجرد ليس فقط من منصبه الرئاسي، بل ومن حياته الخاصة.

وسأتابع غدًا إن شاء الله.

#

نافذة:

إن إطلاق اسم الرئيس الأسبق على القاعدة الجديدة يؤكد أن القيادة السياسية والعسكرية تقوم باستدراك لما تم نسيانه في التاريخ وتصحيحه، ويؤكد أيضًا شفافية القيادة السياسية والعسكرية في كتابة الحقائق التاريخية المجردة.

اللواء طلعت موسى

أستاذ الاستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store