Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

اطلبوا الإلهام ولو في الحمَّام!!

الحبر الأصفر

A A
الأشخَاص الجَادُون، يَبحثون عَن كُلِّ لَحظَةٍ مِن أَوقَاتِهم ليَستثمِرُوها، لأنَّهم يَعرفون أَنَّ اللَّحظَة التي تَمرّ، لَن تَعود، لِذَلِك دَعونا اليَوم نَلفت النَّظَر إلَى أَوقَاتٍ مُهْمَلَة، لَا يَستَفيد مِنهَا إلَّا القِلَّة القَليلَة مِن البَشَر، وأَعنِي بذَلك الوَقت الذي نَقضيه فِي الحَمَّام..!

فِي البِدَايَة، دَعوني أُؤكِّد عَلَى أَنَّ كُلّ الذين كَتبوا فِي الإبدَاع قَالوا: إنَّ أَمَاكِن ولَادة الفِكرَة الإبدَاعيَّة كَثيرة، ومِن أَهمّهَا الحَمَّام، وإذَا أَرَاد مُتَعَرْفج مِثلي أَنْ يَشرَح لِمَاذَا، فسيَقول إنَّ ذَلك رَاجعٌ لسَببيْن: السَّبب الأَوَّل، أَنَّ الإنسَان يَختَلي بنَفسه، ولِذَلك تُسمِّي «العَرَب» الحَمَّام «بيت الخَلَاء»، والسَّبب الثَّاني، أَنَّ الحَمَّام مَكان للرَّاحَة، ولذَلك يُسمِّي إخوَتنا مِن «بَني أَمريكَان» الحَمَّام «بيت الرَّاحَة Rest Room

»، لذَلك لَا تَتعجَّبُوا أَنْ يَكون الحَمَّام مَصدرًا مِن مَصَادر تَوليد الأفكَار..!

أكثَر مِن ذَلك، لقَد قَال لِي الكَاتِب السَّاخِر الكَبير «خالد القشطيني»: إنَّ مُعظم أَفكَار مَقَالَاته وُلدت فِي الحَمَّام، ولَا أَستَغرب ذَلك، لأَنِّي أَمرُّ بِمَا مَرَّ بِهِ «القشطيني»..!

ولَو تَجاوزنَا الكُتَّاب، سنَجد أَيضًا أَنَّ أَغلَب المُطربين الكِبَار؛ اكتَشفُوا أَصوَاتهم وهُم يُغنُّون فِي الحَمَّام أُغنية: «يَا مَوهبة تَحت المَطَر»، بَدَلاً مِن أُغنية: «يَا طِفلَة تَحت المَطَر»..!

إنَّ الوَقت الذي يَقضيه الإنسَان فِي الحَمَّام؛ طَويلٌ جِدًّا، فقَد ذَكَرَت دِرَاسَة صِينيَّة حَديثَة، أَنَّ الرَّجُل يَقضي –

تَقريبًا- ثَلاث سَنوَات مِن عُمره فِي الحَمَّام، بَينمَا تَقضي فِيهِ المَرأَة؛ خَمس سَنوَات مِن عُمرهَا، ولَا أَدري هَل فَرق السَّنوَات هُنَا -بَين الرَّجُل والمَرأَة- رَاجِعٌ إلَى عِنَاية المَرأَة بجَسدهَا؟، أَم بسَبَب بُطء المَرأَة فِي التَّفكير، والنَّقص فِي العَقْل -كَمَا يُقَال-..؟!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: هَذه وَرقة أُولَى عَن الإبدَاع والإلهَام فِي مَنطقة الحَمَّام، ومَن يَدري لَعلِّي أَجعلها بَحثًا أَكَاديميًّا، خَاصَّة وأَنَّ الإنسَان يَعتبر الحَمَّام أَقرَب الأشيَاء إليهِ، فهو يَزوره فِي اليَوم أَكثَر مِن خَمسِ مَرَّات -عَلَى الأَقَل-، بَل إنَّ أَحَد الأُدبَاء هَام فِي الحَمَّام وقَال: لَن أَغضَب إذَا متُّ فِي الحَمَّام؛ لأنَّ ذَلك -عَلى الأَقَل- سيجَعل تَغسيلي سَهلاً..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store