Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

شراكة المواطن

A A
لا وطن بلا مواطن ولا مواطن بلا وطن ، فكلاهما ممتزجان في المسمى والأرض والعطاء والاحتواء امتزاجاً حتمياً لا يحق لمخلوق أن يفصلهما وإن فعل ذلك قسراً فسيبقى الامتزاج وجدانياً حتى الموت ، ومن هذه المسلَّمة نستطيع القول إن هذا الامتزاج الكامل أو هذه الشراكة المطلقة لابد وأن تفضي الى شراكة مماثلة في الانتماء والولاء والحب والأخذ والعطاء ،وبما أن الأرض ثابتة والمواطن متحرك لأن البعض يحيا والبعض يموت والبعض يعطي بالرغم من اختلاف مستوى ذلك العطاء وأدواته والآخر يعجز عن العطاء بالرغم من اختلاف مستوى ذلك العجز وأدواته ، لذا علينا جميعاً أن نقول إن المواطن هو من تقوم عليه حضارة وتنمية وطنه وهو من يقوم بالفداء والذود عنه بالروح والمال عند مواجهة الطامعين والحاقدين كما وأنه من يستوجب أن يسعد ويهنأ بخيراته وثرواته وعليه تحوَّل تلك الثروات الى بناء وعطاء،ولعلنا من خلال تلك القاعدة الفكرية أو المبدأ العلمي نقول :

إن بلادنا حماها الله من طمع الطامعين وكيد الكائدين قد منحها الله سبحانه الكثير من الخيرات العظيمة كالبترول وكافة الثروات المعدنية بالإضافة الى وجود الحرمين الشريفين اللذين يؤمهما كل عام الملايين من شتى بقاع الأرض بالإضافة الى المواقع الإستراتيجية والعمق التأريخي مما يجعل هذه البلاد العظيمة تعد منطلقاً حضارياً عالمياً ولعل هذا هو ما اتخذته الرؤية الوطنية ( رؤية التحول الوطني 2030 ) مرتكزاً رئيساً لخطواتها وهذا بالتأكيد يستوجب أن يكون المواطن مرتكزاً لحراك تلك الخطة فهذا ما يستوجب أن يكون عليه الحال فكل حضارة وطن من الأوطان لابد وأن تقوم على أكتاف أبناء هذا الوطن ويكون بناؤها بأيديهم ،لذا فإن قادة هذه البلاد رعاهم الله وحفظهم وهم يسارعون الى تنفيذ خطة التحول الوطني جعلوا ذلك المبدأ العلمي منطلقاً لتلك الخطة ،فابن هذا الوطن هو الأحق بالبناء بعد أن تمنح له كافة الفرص من خلال التهيئة والتأهيل والتدريب لكل مجال ولكل منحى من المناحي الحضارية وهذا بالتأكيد لن يتم الا بعد التهيئة التنموية المناسبة لذلك من خلال تخفيف الأنماط الاستهلاكية وعدم الاعتماد على الخارج في جلبها وتحويل ذلك تدريجياً الى البناء داخل أركان الوطن وبأيدي أبنائه اضافة الى تحوُّل الكثير من الأموال المهاجرة كأرصدة شخصية للبعض الى تحقيق ذلك المبدأ الوطني .

كما وأن الدولة رعاها الله تحرص على أن توجه جل دعمها للمواطن من خلال فتح أبواب التنمية لاستقباله وتأهيله ليقوم عليه حراكها ويتم ذلك من خلال الكثير من المبادرات كعمليات الإحلال لأبناء الوطن بدلاً من العمالة الوافدة ومن خلال تحقيق الرضا الاجتماعي للمواطنين من خلال توفير السكن وكبح سطوة الهوامير وسد حاجة الفقراء وهم موجودون بكثرة في كافة أرجاء الوطن والقضاء على البطالة التي تنامت في ظل ما يعيشه الوطن من تنامٍ في كافة العمليات التنموية ومن خلال بناء المصانع ودعمها للتخفيف من العمليات الاستهلاكية المستوردة التي طالت كل شئ ولا ننسى الأكثر إلحاحاً من تلك الصناعات ألا وهي الصناعات البترولية التي تعاد إلينا بأضعاف الأثمان التي نبيعها بها فلماذا لاتكون تلك الصناعات وما أكثرها في بلادنا وتقوم على أكتاف أبناء الوطن ؟ . والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store