Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

لا بد من بدائل لمجالس العائلات التي تفككت

A A
عدد البشرية في ازدياد مطرد والأسر والعوائل تكبر بتكاثر عدد أفرادها ،وبسبب تعدد مشارب التغذية الفكرية للأفراد أصبح هناك اختلاف في الآراء يصل كثيراً من الأحيان الى خلافات عائلية أسرية .وفي الماضي كانت هناك مجالس للعائلات فطرية بحكم العادات والتقاليد مكونة من كبارهم وعقلائهم كلمتهم مسموعة ونافذة على الكل ، واليوم مع كبر العوائل وزيادة تعدد المشارب الفكرية والاستقلالية المادية والاجتماعية ( مع أنه لو حكَّم الشخص الدين والعقل والحكمة لحاسب نفسه قبل الآخرين وكبح جماح كبريائها وطمعها وحسَّن خلقه ) زادت الخلافات ،ونرى الآن إشغال الإدارات الحكومية من شُرط ونيابة وقضاء بقضايا كانت تُحل من قبل مجالس العائلة التي تفككت ولم يصبح لها وجود وتفككت الأسر والعوائل الآن وزاد حجم الخلاف عند البعض الى أن وصل الى عداءات ، والميزة الكبرى التي كانت لمجالس العائلات من الكبار العقلاء هي ميزة حل الخلافات قبل أن تنقلب إلى عداءات وإشكالات والتي هي الآن تصل الى التسفيه وحرب بالأيدي وتحرش من قبل سفهاء من بعض أفراد العائلة وبالعامية عربجة وقتال باليد والتحرش بالآخرين في المجالس حيث ضاعت القيم بسبب سوء تربية بعضهم. وبطبيعة الحال الطرف الآخر مهما بلغ حلمه وأناته لا بد له في يوم من ردة فعل دفاعاً عن النفس وتحجيماً للسفهاء خاصة أن كثيراً من كبار بعض العائلات أحجموا عن التدخل حتى لا يساء إليهم ، وبهذا تنشب مشكلة محاكمنا وشُرطنا والنيابة العامة والتي هي في غنى عنها لأن مسئوليتهم أكبر وهناك من القضايا لديهم أهم وأولى بالوقت الضائع في مثل هذه الأمور التي يتسبب فيها سفهاء العوائل وبعضهم قد يكون كبيراً في السن .

وقد قيل الوقاية خير من العلاج وطالما فقد الكبار من العوائل القيمة والمكانة من سفهاء يجب ردعهم قبل تفاقم الإشكالات الصغيرة والخلافات التي لمسنا في الخارج هيئات منظمة ومنشآت مدنية تقوم بدور مجالس العائلات التي فُقدت تقوم بحل الخلافات وأيضاً تكون شاهداً لدى القضاء والجهات الرسمية إن تفاقمت الامور وتمادى المخطئ ولم يقبل الحلول السلمية وبهذا ايضاً توفر جهداً ووقتاً لدى تلك الجهات المعنية ومن لم يردعهم الإصلاح يردعهم العقاب ويردع غيرهم من المتمادين في جر إشكالات للعوائل وإساءة الى سمعتها من قبل سفهاء ، وتفكك أواصر ترابطها .

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store