Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

بترول العرب والاقتصاد العالمي !

A A
من

بداية اكتشاف النفط في جزيرة العرب والعالم يستفيد من كل برميل زيت يُضخ من تحت الأرض ويجد طريقه إلى المصانع والآلة الميكانيكية في أنحاء العالم. ومثلما كانت الجزيرة العربية مهبطًا للوحي ومنارة الهدى ومصدر الإلهام منذ القرن السادس الميلادي وحتى اللحظة وشاركت في مسيرة الإنسان الحضارية وشدت أنظار مليار ونصف مليار من المسلمين إلى مهبط الوحي مكة المكرمة والمدينة المنورة مرقد سيد الخلق محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وفي مطلع القرن العشرين انبثق البترول من صحراء الجزيرة العربية وعمت منافعه أرجاء العالم بدون استثناء وبشتى المشتقات والعوائد المادية وأصبحت صحة ونمو اقتصاد العالم وأمنه واستقراره مرتبطة بالمادة البترولية ومصادرها وكل ما يحيط بها من تطورات وتقلبات جيوسياسية واستراتيجية. وقد اجتمعت القدرات الإدارية والمهارة التقنية في مجال التنقيب والتكرير والإنتاج حول مصدر البترول الطبيعي في باطن الأرض وشواطئ المياه الإقليمية وأبدعت نقلة نوعية في حضارة الإنسان وتكييف حياته المجتمعية حول الذهب الأسود كما يحلو هذا النعت من أصحاب الاختصاص. وعلى أرض الواقع توفر الأمن والاستقرار وبدأ مشوار الطفرات التنموية المتعاقبة وتحققت الإنجازات المشهودة على أرض الواقع أيضًا بفضل من الله وبحنكة السياسة الحكيمة للمملكة العربية السعودية ومن سار في ركاب التنمية المستدامة من الدول البترولية.عوائد البترول المادية -التي لا تتوفر إحصائيات دقيقة لها من البداية حتى اللحظة ولذلك يتعذر ذكرها في هذا المقال- وصلت تقديراتها عشرات الترليونات من الدولارات ، كثير منها صُرف خارج الدول المنتجة في استيراد معدات ومواد مصنعة وأسلحة ومعونات خارجية ومشاركات في جهود المنظمات الدولية للإغاثة في المناطق المنكوبة ومعونات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بصفة عامة.وليس خفيًا عدم وجود إحصاءات عن حجم المصروفات المالية من عوائد النفط العربي في الخارج كما ينبغي حتى تتضح الرؤية ومعرفة مدى مشاركة الدول البترولية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في الاقتصاد العالمي .

نتحدث هنا عن البترول لأنه مُنتج واحد يستخرج من باطن الأرض ويضخ في أوردة الاقتصاد في أنحاء العالم ومع ذلك فإن زادت الأسعار أو انخفضت يقع اللوم على العرب! إن اختيار المملكة لمجموعة العشرين فيه إشارة ودلالة واضحة على أهمية حجمها ودورها في الاقتصاد العالمي.. وسخائها في التجاوب مع الحالات الإنسانية ليس مع الأصدقاء فقط ولكن مع كل حالة تستحق الدعم والمساعدة. الهجوم الإعلامي الذي يلاحق الدول المنتجة من بداية الألفية الثالثة يشيطن الدول البترولية ومع الأسف لا يوجد ردود شافية تضع الأمور في نصابها. قد يكون هناك جهود تُبذل بهدوء بعيدًا عن الصخب الإعلامي ولكن الشعوب التي تنتخب ساستها يحركها الإعلام والشفافية وإذا لم تشرح لها وتدافع عن أوضاعك لن يتطوع أحد للقيام بذلك نيابة عنك. فهل يكون من ضمن رؤية 2030 برنامج إعلامي مواكب يلاحق المستجدات ويشرح للرأي العام العالمي مشاركات بترول العرب ومنافعه في الاقتصاد العالمي التي يستفيد منها سكان الدول الموجه إعلامها للنيل من السعودية؟ وخاصة في العالم العربي والإسلامي الذي يُشكل خمس سكان العالم وأمريكا وأوربا على وجه الخصوص المستفيد الأكبر من ثروة العرب البترولية على مر السنين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store