Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

بين أفغانستان واليابان

A A
سُئل أحد المجاهدين الأفغان: ماذا يُحسن صنعاً؟ وكان جوابه ببساطة: «أستطيع أن أقتل إنساناً، أستطيع أن أنسف جسراً»!!

هذه هي دروس الحرب. وأما البناء فهو آخر ما يفكر به أو يقدر عليه. لذا ظل العنف والقتل ونسف الجسور والمنشآت هو النهج الذي استقر عليه العمل في أفغانستان، حتي بعد رحيل السوفييت، فما دمره (المجاهدين) في كابول يفوق ما فعله السوفييت عشرات المرات فلم يبقَ حجر على حجر.

****

وعلى الجانب الآخر، كما يروي لنا هشام حافظ في كتابه (كيف تفقد الشعوب المناعة ضد الاستبداد)، نري المثال الياباني مختلفاً عقلاً ومنهجاً. فمع أن هذا البلد هو الوحيد الذي قصف بالسلاح النووي، واستسلم بدون قيد أو شرط، وسرُح جيشه البالغ خمسة ملايين جندي، ونفض يده من كل آلة عسكرية، إلا أنه لم يحرر بلده بحرب تحرير، أو بطريقة الجهاد الأفغانية، بل حرره على الطريقة اليابانية، فقد عاد إلى «العهد الميجي» (1868).. أي إلى الحكم المستنير.

****

تضمن هذا العهد التركيز على «التعليم»، والالتزام بالتالي:

* دعوة جمعية عامة كبيرة العدد للاجتماع واتخاذ جميع الأمور عن طريق المناقشة الجماهيرية (الحوار العلني).

* أن يكون للجميع مهما اختلفت مستوياتهم الحق نفسه في إبداء الرأي، (المساواة).

* أن عامة الشعب لا يقلون عن المسؤولين المدنيين أو العسكريين في الحق في تحقيق أمانيهم (الديموقراطية).

* التخلي عن جميع التقاليد والعادات الغريبة، وإحكام العقل والفطرة السليمة.

****

وهكذا عندما تفقد الأمة الرشد.. تفقد كل شيء. ودائرة القتل الجهنمية لا تقود أبداً لنهضة ولا إصلاح.. فلغة العنف لا تقود سوى إلى العنف.

* نافذة:

من أخذ السيف بالسيف يهلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store