Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
لولو الحبيشي

التباهي والحسد!

A A
- رغم أن تاريخ الحسد قديم قدم الخليقة، حين حسد إبليس آدم وكاد له وأخرجه من الجنة ، ثم حين قتل قابيل هابيل، إلا أننا اليوم وفضاء التواصل يغرق بمظاهر التباهي وصور التفاخر الفارغة التي يتهافت العامة على نشرها ، نلمس أصداء التلقي المغموس بالتحاسد والغيرة، لأن فراغ التباهي الأجوف لن يقابل إلا بالأصداء المعتلة.

- مشكلتنا في التعاطي مع التقنيات وما تفسحه من فضاءات ستطول إلى أن نحسن التعامل معها ونبحث استثمارها على نحو يخدم قضايانا وقيمنا وهويتنا، أو على الأقل يجعلها شاهدة لنا لا علينا حين نعتني بمحتواها ونثريه بما ينفع.

- من ينشر رذيلة التفاخر ومن ينشر رذيلة الحسد صنوان، كلاهما غافل عن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) ولو عملا بمقتضى الحديث ما تفاخر مسلم على أخيه، وما حسد مسلم أخاه المسلم.

- التفاخر بالمظاهر شاهد على خواء الجوهر.

- الحسد شاهد على خبث المخبر.

- قال صلى الله عليه وسلم «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» هل نجد من يحسد القائمين والمنفقين المتصدقين كما نرى الحسد على ملبس أو مأكل أو مسكن؟

- قلوبنا أرق من أن نحرقها بنار الحسد أو نقتلها بالغل والغيرة.

- التطهر من الغل ينشط الدورة الدموية ويكسب وجوهنا نضارة البشر والحب والتصالح.

- الغيرة والحسد صور وقحة للاعتراض على القضاء والقدر .

- مهما بلغنا ومهما ملكنا ، إن لم نرزق القناعة فنحن مفلسون.

- من شغل بمراقبة رزق غيره عن الاستمتاع بما وهبه الله : محروم.

- داء الغيرة والتحاسد ليس قاصراً على حياتنا الاجتماعية الواقعية أو الافتراضية الإلكترونية، بل إنها تنتشر في بيئات العمل، فالخامل يحسد العامل، والنمطي يحسد النوعي، وفي استشرائهما مدعاة لتفاقم التظالم.

- قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:

ما ضرني حسد اللئام، ولم يزل ... ذو الفضل يحسده ذوو النقصان

يا بؤس قوم ليس جرم عدوهم ... إلا تظاهر نعمة الرحمان

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store