Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم

وشهدت منهن شاهدة

A A
وصلتني رسالةٌ تعقيبًا على مقالي الأسبوع الـماضي بعنوان: «المرأة والإدارة النسائية»، من سيدة سعودية فضّلت عدم ذكر اسـمها تـجنّبًا لـمشكلات ومواجهات إدارية هي في غنىً عنها!!.

تقول القارئة: «وجدتُ في الإدارة المُختلطة بعض السلبيات لكن كثيرًا من الإيجابيات المؤثّرة في انسيابية الأداء ومشاركة القرارات وتحمّل فريق العمل نتائج القرارات، وكان التراجع عن الخطأ أكثر من أي اعتبارات شخصية، وهي ثقافة لم أجدها في أي نموذج قيادي في المجتمع الوظيفي النسائي، وأظن أن وجود عنصر الرجل، أسهم في سدّ ثغرات وهَفوات طبيعة المرأة التي تتأثر بالعاطفة والهرمونات!!.. فكبرياء وعناد المرأة في العمل، جحيمٌ لا يطاق»!!.

«أعملُ في مُجتمع وظيفي نسائي يتميّز بـمظاهر القصور الإداري، ناهيك عن النميمة والغيبة والغيرة المَرضيّة، لذا لا أخفي عليك فقداني الحماس لطرح أي أفكار واقتراحات يـمكن أن تساعد على تحسين مستوى الإدارة، حتى وإن كانت ضمن صلاحياتـي الوظيفية، كما فقدتُ الرغبة في نقاش أي أمر مُرتبطٍ بغيـر العمل الروتيني، وأتجنّب قدر الاستطاعة حضور اجتماعاتِ ومُناسبات العمل، فما يُقال فيها مُختلف تمامًا عمّا يُقال خلف الكواليس»!!.

«الإدارة النسائية بشكل عام، تعملُ وفق قوانين نساءٍ متعصّبات لانتماءاتهن المذهبية ومفاهيمهن المُحافظة أو الوسطية أو الصّحوية.. إنها تعمل وفق اللا تعايش وعدم تقبّل الاختلاف، ومواجهة ضغوط عملٍ لا علاقة لها بالعمل!!. ولن يُمكن الّلحاق بركْب المجتمعات المتقدّمة، إلا إذا تخلّصت المرأة من رواسب ثقافية مُجتمعية تعيق نجاحها ونجاح أخواتـها معها».

«في اجتماعات القسم، أفضّل التزام الصمت عِوضًا عن مصارحة الـمديرة بـجملة للفنان مـحمد هنيدي: «عاوز أقولك على حاجة يـمكن تصدمك، إمكانياتك مش ماشية مع أهدافك».. صحيح أنني موظفة مُحبطة جداً من الإدارة النسوية، لكن المشكلة الحالية ستتغيـر بانتهاء تكليف «القائدة»، وعندما يتمّ تكليف أخرى، سأضطر لتعلّم ثقافة إدارية مرتبطة بثقافة إقليمية تاريخية دينية جديدة، تبعًا للقائدة الجديدة».

وتختم السيدة رسالتها بقولٍ للدكتور مصطفى مـحمود: «لا أستطيع أن أكون شخصاً آخر غير نفسي، أفضّل أن أعيش حياةً صغيـرة أملكُها، عن أن أعيش حياة كبيرة تملِكُني» لذا سأحاول الـمحافظةَ على مصدر رزقي وفق شعار: «مالـي صلاح.. إدارتها وهيّ حُرة فيها»!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store