Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

فتح مطار صنعاء

A A
في تغريدة له على موقع تويتر طالب المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بفتح مطار صنعاء بأسرع وقت بغية تخفيف معاناة المدنيين اليمنيين وتأمين المساعدات الإنسانية لهم. ومن المعلوم أن المطار منذ بدء الأزمة اليمنية واحتلال الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح صنعاء والاستيلاء على مؤسسات الدولة والانقلاب على الحكومة الشرعية فرضتْ عليه قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية حظراً على الرحلات عدا الإغاثية لقربه من العمليات العسكرية ولسيطرة الانقلابيين عليه ، كما أنه تحوَّل إلى معبرٍ لتهريب الأسلحة وخاصة من قبل إيران الداعم الأكبر للإنقلابيين.

المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي العقيد ركن تركي المالكي في رد على تغريدة ولد الشيخ طالب الأمم المتحدة بإدارة المطار والمساهمة في تسيير الرحلات التجارية وغيرها مما يحتاجه اليمن، وقال نصاً: «في حال توفُّر حسن إدارة المطار وضمان أمن وسلامة الطائرات التجارية وإيقاف عمليات التهريب، فإن قيادة التحالف على أتم استعداد لفتح حركة الملاحة الجوية أمام الطائرات التجارية، إن إغلاق المطار واقتصاره على الرحلات الإغاثية جاء بسبب المخاوف على سلامة الطائرات المدنية والرحلات التجارية وبسبب ممارسات المليشيات الحوثية المسلحة من خلال تهريب الأسلحة» .

المتحدث الرسمي للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك وفي رد على بيان قوات التحالف العربي قال: «الأمم المتحدة لا تسيطر على المطار وهناك التزامات تقع على أطراف الصراع منها حركة الملاحة الجوية بالمطار ووصول المساعدات والرحلات وأن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ موجود في المنطقة وجزء من مناقشاته يدور حول ضرورة تشغيل المطار» .

مطار صنعاء ليس هو المعبر الحيوي الوحيد الذي تسيطر عليه قوات الانقلابيين بل أيضاً معابر كبرى أخرى أهمها ميناء الحديدة، ويصر الحوثيون على أن هذه المعابر كما صرح متحدِّثُهم مؤخراً :» إنما هي حقٌ سياديٌّ لنا «!، وكانت قوات التحالف العربي قد طالبت أكثر من مرة الأمم المتحدة بضرورة وضع الميناء تحت إدارة أممية أو دولية كطرف محايد منعاً لتهريب الأسلحة التي تصل إلى الانقلابيين من إيران والتي تزيد في معاناة اليمنيين وتطيل من أمد الحرب، غير أن موقف الأمم المتحدة ضبابي وغير واضح. فإن كانت الأمم المتحدة بالفعل جادة وحريصة على وصول المساعدات الإنسانية وتسيير الرحلات وضمان سلامة الطائرات المدنية إلى مطار صنعاء - كما تطالب- فعليها أيضاً وفي نفس الوقت وبذات المسطرة أن تطالب بحُريّة الملاحة في ميناء الحديدة ومنع تهريب الأسلحة وكل ما يؤدي إلى زيادة المعاناة والمشقة لكل أبناء اليمن خاصة وأن مبعوثها الأممي ولد الشيخ موجود في المنطقة وزار الرياض ومسقط وطهران ،ونقلت وسائل الإعلام عن زياراته تلك بأن ضمن مباحثاته مع مسؤولي تلك العواصم «فرض خارطة الحل الخاصة بميناء الحديدة والتي تنص على انسحاب الحوثيين منه وتسليمه لطرف ثالث محايد مقابل وقف قوات التحالف العربي لأي عملية عسكرية في الساحل الغربي» . أما الموقف العائم للأمم المتحدة في التعامل مع الحوثيين وقوات المخلوع صالح فهو أحد أهم العوامل التي تساهم في استمرارية المعاناة للمدنيين اليمنيين ويطيل كذلك من أمد الحرب وهذا ما يتنافى مع جوهر مهمة الأمم المتحدة التي تنص قوانينها على تجريم وإدانة الانقلابات على الشرعية أياً كان موقعها، والحوثيون وعلي صالح ليسوا سوى انقلابيين استولوا على السلطة بقوة السلاح وبدعم إيراني ضخم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store