Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

احذروا من عروض شركات السياحة الوهمية

A A
ما زلنا في موسم الصيف وموسم الإجازات، وكثير منا يبحث عن عروض سياحية متميزة بأسعار معقولة. وكثير من مواطنينا يقعون في شراك عروض وهمية من شركات مجهولة المنشأ، ويُسلبون أموالهم، ولا يعرفون إلى من يشتكون ولا من يعوضهم عما خسروه. وقد أعجبتني كثيرًا سلسلة إعلانات عُرضت خلال شهر رمضان، وحذرت المواطنين من الانخداع بالعروض الوهمية أو الدعايات المضللة في كل شؤون السفر والإقامة. وأنا بدوري أنبِّه إلى طريقة أخرى من طرق النصب والاحتيال والخديعة التي تتبعها بعض الشركات الوهمية في بلد عربي قريب منا، إذ لدى هذه (الجهات) أرقام لا تُحصى للمواطنين السعوديين خصوصًا الموسرين منهم. وكانوا في السابق يتصلون بالمواطن من رقم دولي ولكثرة ما غشُّوا الناس وخدعوهم على مدى سنوات (كما أخبرني بعض العاملين في قطاع السياحة في بلادنا، ما عاد الناس يردون على أي اتصال من رقم من ذلك البلد على الإطلاق، فلجأ هؤلاء المخادعون إلى فبركة جديدة ووسيلة مبتكرة للخداع، وهي الاتصال من رقم جوال سعودي، أو حتى من رقم سعودي ثابت، ومعظم هذه الأرقام تبدأ بمفتاح (011) أي الرياض، ليوهموا من يستقبل المكالمة بأن الاتصال هو من المملكة، وبمجرد الرد، تحدِّثك فتاة عربية بصوت ناعم (ولا أقول أكثر من ذلك) وتستدرجك لتقدم لك عروضًا سياحية تشمل السكن وتذاكر الطيران، ولا تطلب منك سوى الاشتراك مع الشركة لمدة عام بمبلغ ألف إلى ألفي ريال، تحصل مقابلها على تذاكر طيران مجانية وإقامة لعدة ليالٍ في فنادق 5 نجوم في المملكة أو مصر أو تركيا أو دبي أو سواها. وحين تسأل المندوبة (المزعومة) عن اسم الشركة التي تمثلها تقول لك شيئًا مثل»الشركة السعودية الإماراتية» الخ، أو ما شابها من الأسماء الوهمية، ويسهل خداع المواطن الذي يرى أن الاتصال ورده من جوال أو رقم ثابت سعودي. وإذا ما سألتها ما إذا كانت الشركة في ذلك البلد العربي أو لها أي علاقة بذلك البلد تنكر تمامًا، وقد تقول لك إن لدى الشركة مكتبًا في القاهرة مثلًا، وإذا طلبت منها عنوان الشركة أو هاتفها في المملكة أو دبي فلن تحصل على أي إجابة على الإطلاق أو قد تعطيك معلومات مغلوطة، ولن تجد الفرصة للتحقق إلا بعد أن تكون قد وقعت في الفخ ودفعت المبلغ دون أي طائل. وفيما لو كانت العروض صادقة إلى حد ما، فإن كل عرض منها محفوف بشروط لو نفذتها ستجد أنك دفعت أضعاف أضعاف ما وفرتَه، فإن حصلت مثلًا على ثلاث ليالٍ مجانية في أحد الفنادق ستجد في الكوبون الذي يصل إليك أنك تحصل على ليلة مجانية مع كل خمس أو عشر ليالٍ تدفع أجرتها في الفندق بالسعر العادي أو العالي، وعليه تخسر أكثر بكثير مما توفر، والتذكرة المجانية لا تُعطى لك إلا إن حجزت غرفة أو غرفتين في فندق بعينه في مصر خاصة، ولا تكون التذكرة إلا بالدرجة السياحية المخفضة، فمجددًا لا تكسب شيئًا بل تدفع ثمن التذكرة من جيبك، وعروض مثل: الاستقبال بسيارة خاصة في مطار القاهرة ووداع بالطريقة نفسها، كل هذا كذب وادعاء وستضطر لأخذ تاكسي على حسابك من وإلى المطار؛ لأن سيارة الشركة لن تأتي أبدًا. وإن تضررت وعرفت أنك سُرقت وكُذب عليك، وإن حاولت الاتصال بأي رقم دولي أو سعودي فلن يرد عليك أحد. وعليه أنصح جميع المواطنين أن يتجاهلوا أي اتصال من هذه الجهات المجهولة، وبمجرد أن تسمع صوت فتاة غير سعودية تقول إنها من شركة كذا السعودية أو الإماراتية، فانهرْها ولا تعطها الفرصة للحديث لأنها ستوقعك في شرَكها لا محالة. والبديل السليم هو تطبيقات الحجز المعروفة، وقبل هذا وذاك راجع وكالات السفر والسياحة المتوفرة بالعشرات في كل المدن والقرى السعودية وستجد لديها عروضًا لا يمكن منافستها للسفر مع ضمان المكتب لصحة الحجز وتقديم أفضل الخدمات والأسعار.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store