Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هزة المستقبل!

A A
أستعير كلمة لمركب إنجليزي للكاتب الكبير «آلفين توفلر» أصدره في الثمانينيات من القرن الماضي مركزاً على تحول القوة ( فيوتشر شوك FUTURE SHOOK

) وكان يشرح فيه توقعاته لما ستحدثه المعرفة، والثراء، والعنف، في القرن الحادي والعشرين.أحدث الكتاب عند صدوره صدمة كبيرة في أوساط صناع القرار في العالم الغربي واستشرف مستقبلاً مشرقاً للصناعات ورجال المال والأعمال ولكنه بشَّر بالفوضى والعنف واختلال موازين القوى الإستراتيجية في ميدان السياسة والاقتصاد والقوة الصلبة. ومع كل هذه العوامل كان يهدف لإيقاظ القوة الناعمة التي يتمتع بها العالم الغربي وكيف يمكن أن تتسرب أسرارها إلى العالم الثالث ويحصل التحول في موازين القوى ليس بالضرورة لأصحاب السبق والتفوق في العالم المتقدم ولكن لوافدين جدد لم يكن في الحسبان انطلاقهم من كهوف النوم العميق.

و»آلفين توفلر» لم يذكر منطقة الشرق الأوسط بالاسم ولكنه كان يخاطب العالم بمجمله مع التركيز على عالمه الغربي المتفوق وماذا ينتظره إن لم يأخذ الاحتياطات اللازمة.

والمتابع للأحداث التي جرت على ساحة الشرق الأوسط من الثمانينيات عندما بدأت ثورة الخميني موجة تصدير الثورة حتى اللحظة الراهنة سيدرك أننا إلى عالم هزة المستقبل سائرون. والتعديلات التي جرت ولازالت في بداية الطريق في جزيرة العرب وخاصة المملكة العربية السعودية تنبئنا أننا أمام هزة مستقبلية تستوجب اليقظة وحشد كل الطاقات الفكرية لملاحقة المستجدات بدون كلل. الروح الشبابية للرؤى المطروحة تجعلنا نفكر بهزة المستقبل بشكل إيجابي ونصطف في طريق العمل الجاد لحماية المنجزات والعمل الدؤوب لتحقيق المزيد. وإذا كنا ندرك أن لكل مرحلة تطلعاتها ولكل جيل إنجازاته فإن الهزة القادمة ستعتمد على إرادة وعزم الشباب ووضوح رؤاه وجدية العمل والتفاني لإدراك الممكن وتطويع المستحيل ليكون سهل المنال.وكما يعلمنا التاريخ بأن الهزات الحضارية من شأنها أن تكون إيجابياتها أعظم من السلبيات لأن التغيير إلى الأفضل هو الهدف في كل مسيرات الأمم. ونحن العرب أمة حية أعزها الله بالإسلام وأنعم عليها بالخيرات ومجّدها بالتاريخ العظيم وفوق ذلك وهبها القدرة على التعايش مع كل الأديان والأمم الأخرى في إطار التعاون وتبادل المنافع بالطرق السليمة. ولا أحد سينكر أنه قد كان للأمة العربية كبوات على طريق المد الحضاري ولكن المشاركات العظيمة في الحضارة الإنسانية كانت أعظم ولا تُنسى ، وكتاب سيغريد هونكه (شمس العرب تسطع على أوربا) 1962م، يحتوي على قدر كبير من الاعتراف بدور العرب في الحضارة الإنسانية ولكن الواقع المؤلم يواجهنا بضرورة هزة المستقبل التي تنتظرنا بقيادة شابة ينتظر منها الاستفادة من تجارب الماضي ومواجهة تحديات التغيير بتوظيف كل إيجابياته لمواجهة التحديات المستقبلية التي لا مفر من الصمود أمامها .ومن المؤكد أن هزة المستقبل التي نتحدث عنها ستعزز المسيرة بعمل مؤسساتي يحكم التنظيم والرقابة ويضمن العدل والحياة الكريمة لكل مواطن التي بدونها لاترقى المجتمعات ولا يعلو شأنها وهذا ما سيجعل للتحول المنتظر ورؤية 2030 صدى في كل الأوساط المحلية والدولية ويحمل معه تطلعات الأمة الى منصات التفوق والعطاء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store