يعد التوطين أحد أهم القضايا الوطنية والتي تعمل الدولة جاهدة لتحقيق نتائج إيجابية فيها خلال العقود الماضية، ومؤخراً أقرت وزارة الداخلية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية وبمشاركة عدد من الوزارات والجهات الأمنية برنامجاً للتوطين في مناطق المملكة، وذلك لتفعيل وتطبيق قرارات التوطين التي صدرت أو تلك التي ستصدر وذلك لتمكين المواطنين والمواطنات من فرص العمل وتم الاتفاق على البدء بتفعيل العمل المشترك لتنفيذ تلك البرامج وتعزيز التكامل بين الجهات المشاركة في البرنامج لزيادة نسب التوطين إضافة إلى إيجاد الآليات المناسبة لتنمية وتطوير القدرات والإمكانات المعرفية والمهارية للقوى العاملة لتكون جاهزة للتوطين وتفعيل عمل اللجان الميدانية لتنفيذ خطط التفتيش والمتابعة والقيام بجولات ميدانية صباحية ومسائية بشكل يحقق التغطية الكاملة للأنشطة في النطاق الجغرافي المحدد.
هذا التحالف من تلك الجهات المختلفة من الممكن أن يساهم في سد الثغرات التي كانت تعاني منها تجارب التوطين السابقة وخصوصًا على مستوى الرقابة والتفتيش، كما يمكنها أن تساهم في تحديد المسؤوليات وتوزيع الصلاحيات وكشف نقاط الضعف والقوة في الآليات التي يتم استخدامها في مجالات التوطين والتي قد تحتاج إلى مراجعة بين فترة وأخرى وذلك تبعاً لمجال التوطين الذي سيتم تطبيقه وكذلك النطاق الجغرافي الذي ستشمله، فقد سبق أن كانت هناك إعلانات في الماضي عن حملات مختلفة للتوطين ولكنها واجهت العديد من الصعوبات مما جعل نتائجها محدودة.
لا مفر من التوطين ولابد من الإصرار عليه إذ من غير المنطقي أن تكون هناك نسبة بطالة تصل إلى 12% في بلد يوجد فيها حوالى 10 ملايين وافد يعملون في مهن مختلفة بعضها يمكن أن يتم تعيين كوادر وطنية فيه بسهولة، غير أن ما ينقصنا هو مثل هذه التحالفات المشتركة بين الأجهزة الحكومية المختلفة والتي من شأنها أن تساهم في ضبط قرارات التوطين والتأكد من تفعيلها على أرض الواقع وتمكين شباب وشابات الوطن من فرص العمل وتذليل العقبات التي تعترض طريقهم سواء على مستوى الأجور أو ساعات العمل أو الإجازات أو غيرها من المميزات والتي من الظلم أن يتم فيها مقارنة الوافد بالمواطن.
من مميزات قضية (التوطين) أن إعلان نتائجها لا يحتاج إلى تقارير دورية أو إعلانات أو عروض أو غيرها من الرسوم البيانية المختلفة بل يحتاج إلى زيارة ميدانية واحدة فقط لتكشف نجاح أو فشل توطين ذلك القطاع الذي تم استهدافه للتوطين.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
